طللٌ قديمٌ فيهِ يا أصحابي
ذكرى الخليل وجمعة الأحبابِ
فيه الجوازي قد تقادم عيشها
وغراب بينٍ دائم التنعاب
عرصات دارٍ فاح في جنباتها
عبقُ الطفولة والهوى وشبابي
فوقفت فيها سائلاً أنقاضها
عمّن أحبُّ فما أتت بجواب
يا ليتها قد أفصحت عن حالهم
لكنّها دمنٌّ شقت بخراب
يا ليت شعري هل أرى بعد النوى
طيف الحبيبة عذبة الأنياب
وأرى عيونا مثل أريام الغضى
يرمين قلب العاشق المتصابي
فالشعر ليل في الشتاء مرجَّلا
والوجه شمسٌ قاربت لغيابِ
والدرُّ صفُّ كامن في ثغرها
والضحك برق يستثير سحابي
والجيد منها مثل جيد غزالة
والصدر كرم التوت والأعناب
والجسم منحوت كدمية مرمرٍ
والكشح من ضعف كحد ذباب
ما كان أجمل وصلها يا ليتها
لم ترتحل يا صحب عن أعتاب
مذ بينها لم أهتني يا صاحبي
ما مر نومٌ عابرٌ أهدابي
لا أبتغي من هذه الدنيا سوى
أن ألقها يوما بغير عتاب
وأضمها بين الجوارح ضمة
ومباشراً ما اشتقت في إسهاب
متناولاً ثغراً به ما أشتهي
مسكٌ شذيٌّ ثم خمرُ رضابِ
ضيغم بن جاسم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق