السبت، 29 يناير 2022

قصيدة تحت عنوان{{وصيّة}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{سهيل أحمد درويش}}


وصيّة ...
و يوماً ما ...!!
__________
ويوماً ما ...
إذا مَا مُتُّ ،  لُمِّيني بعينيكِ 
و سوّيني كروحِ الوَردْ 
وخلِّيني كما ريح تؤرجحني 
بتلكَ الغيمةِ الّلهفى ...
تعاتب لوعة أو رعدْ 
هبيني تلكمُ النَّجماتْ 
هبيني تلكم الدَّمعاتِ
خَلّيني كمثلِ الغمرةِ الَّلهفَى 
و مثلِ القبلة العطْشَى 
كمثلِ الشَّهدْ. ..
و مثلِ الوعدْ 
***
و يوماً ما 
إذا ما متُّ روحِي موكبَ الرَّيحانْ 
و خلّي روحَكِ دوماً 
ليَ عنوانْ 
و خلّي خفقتِي ( طبعاً ) 
كأنفاسِ النَّدى الوسنانْ  
و قولي : إنّني فلّ 
و قولي إنّني ظلٌّ 
و قولي : إنني سفنٌ و تسري بي 
بلا بحرٍ ، بلا قبطانْ ...
و عيناكِ 
كمثلِ الزورق الغافِي على موجٍ
ويبقى دائماً حيرانْ 
و يوماً ما 
إذا ما متُّ لمِّيني مع الغزلانْ 
و خلّي موكبَ الوردِ 
يغنيكِ مع الأهدابِ و الأجفانْ 
و غنّي لي 
و غنّيني ، كما موجٍ على الشطآنْ
وقولي للضُّحَى فجراً 
بأنّي كنتُ أحلاماً 
وكنتُ دائماً إنسانْ...!
*** 
و يوماً ما 
إذا مامتُّ ، شُمّيني ، وضُمّيني 
و غنّي لي طوالَ الوقتِ كي أحيا 
بقلبِ الفجرِ ، قلبِ الصبحْ 
ويسمعُكِ الهوى الجوريّ 
ينْدهك بهمسِ الجُرحْ 
و عيناكِ هنا تبدو كنجماتٍ 
و نسماتٍ 
و خداكِ بلونِ الوردِ 
لون القمحْ ...
و ضميني ، كما حَورٍ 
يلملم أعينَ الصفصافِ 
بذاكَ التلِّ ، ذاكَ السّفحْ
و قومي و ارقصي عشقاً 
و خلي صوتكِ قلبي 
و خلي همسَكِ روحي 
و غنّيني كمثلِكِ 
ريحةِ النعناعِ أحياناً 
و أخرى شهقة للجرحْ 
***
أنا وحدِي ، أناديكِ 
أناغيكِ 
و أعرف أنكِ الأغلى 
و أعرف أنكِ الأحلى 
و أعرف نوبةَ القلب الذي لولاك 
ما حَنَّ ، و لا جنَّ 
و أعرف أنني لولاكِ قدْ متُّ 
بطعنِ السّيفِ ، ضربِ الرمح ...!!
ويوماً ما اذا ما متّ 
لميني كمثل البيدر المجنونِ 
يرويك دمي 
 يغنّيكِ أغاني الخصبِ و الحبِّ
كما  عشق عبيق الضوع في قلبي 
كريمٍ دافقٍ أو سمْحْ ...!!
إذا ما متُّ ضميني 
بريحةِ نسمة جوريّةٍ
أو ذبحةٍ صدريَّةٍ
 أو لَمحْ ...!!
سهيل أحمد درويش 
سوريا / جبلة

ليست هناك تعليقات: