الأربعاء، 9 فبراير 2022

نص نثري تحت عنوان{{أمٌ صفراء أمٌ حمراء أمٌ خضراء}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{آلان محمد}}


" أمٌ صفراء أمٌ حمراء  أمٌ خضراء" 

بقلم / آلان محمد
سوريا / دمشق 

ليلة من ليالي السمر، أنا وحيد ارسم الزهر بمخيلتي
 أنظر للسماء أتأمل القمر، تارةً أحلق ،وتارةً ارفع يداي لارسم وجه أمي التي هي من سماته بالوجه المساءِ المضاء وشعرها الغزالي المعتق عند الانعكاس أو  كالجبال الخضراء على سطحي فنجان قهوة الصباحي

 لا تختلفي عن فيروز بالشبه بمنتصف القرن الماضي ،كلما زادت أرقام العمر زادت الطبيعة خضارا زاد الشتاء مطرا زاد الصيف خيرا
زادت السماء زقزقةً ،زاد البحر ماءً زاد الحبَّ وداً 
زاد الأمل نهارا
زاد الاطمئنان مساءً
زاد الخير منفعتاً
زاد المتقين عبادتً
زاد اليقين ذاتً
يعم الهدوء 
يعم الصمت 
تضحك الدنيا، أبتسم أنا من بعيد 
تشرق الشمس من عينيكِ
ويضاء الكون من وجنتيكِ
وتنقلب الشمس ليلاً والقمر نهاراً برمشة لطيفة غير مكتظة بل خلستاً أرادها الكون منكِ لتكوني أنتِ الطبيعة 
تتفتح أزهار الكاردينيا من شفتاكِ
وتندثل خيوط الكون لكِ
اجلالا وإجمالا بكل صباح 
لا شبيه لكِ إلا أنتِ 
لا طعام إلا طعامكِ 
لا شراب إلا شرابكِ
إنَّ تقلب المناخ الفكري الذي أصابكِ ،سببه الظلم والتملق _ الكبت _ الصمت، النظرة ذات التعمق الغريب

تمرد الحياة هي التي جعلتك المرأة الثالثة وأنتِ الياسمين الدمشقي بألوانه الثالثة الأبيض هو النقاء والأصفر هو التقاء والأحمر هو البقاء 
أنتِ كما أنتِ، الروح مئة، والجسد واحد لم يزيف، دون تشابه أو أقنعة مبدلا معدلا بكل ساعة حتى(باللبيد)
الخلق من الخالق والأخلاق تعلمتها منكِ
تعلمت إلاّ أكره أحد 
أن لا أكره حيوان أو اعذبه مهما يكون 
أن لا أجرح أحد أن لا اخدش زهرة الصنوبر مهما كانت هيَ معي 
أن أكون عطوف المشاعر مرهف الحس بالغير 
لطيف من الداخل كريم الكلام الحسن .

الكبت خطأ ، الثقة بالرجال مدفوعة الثمن، الطيبة ليست دائما، البراءة أفعلها عندما تكون وحدك ، أبني لا تشتري جسد بل أشتري من يصونك من يهتم بك من يبقى معك وحدك ، عند الشتات عند المرض عند الانقلاب عند الصراخ عند الأنين عند الصمت والسرة 
عند الضعف عند القوة عند الصداقة عند المفارقة
أشتري من يريد الود لك، الجسد فاني والمظاهر زائفا 

بل أشتري من يبقى معك عندما تفتقد نفسك.

آلان محمد 

ليست هناك تعليقات: