قصة بعنوان( بداية المأساه)
كانت ليلةً شديدة البرودة وقاسية وأليمة وكان الطقس يعكس حالتي النفسية المتردية
صمتٌ رهيب كان يسيطر على المكان البارد وهواجس كثيرة كانت تشغل حيِّز تفكيري
غداً يبدأ الدوام في الفصل الدراسي الثاني وفي هذا اليوم قَدِمتُ من مدينتي الصغيرة لأباشر الدوام في الجامعة
لقد تركت والدي المريض في حالة سيئة ، قبَّلتُ رأسه فتلفَّظ بعبارات الرضا التي مازالت ترنُّ حتى اللحظة في أذنيَّ
نمت تلك الليلة بقلق وتوجُّس وحلمتُ بأشياء كثيرة مزعجة
ولكنَّ حلماً غريباً كان آخر حلم من أحلام تلك الليلة الكئيبة
رأيت الناس في هولٍ شديد يتراكضون خائفين ومن قمَّةٍ عالية كانوا يهوون فرادى كلٌّ بدوره
ورأيت والدي وقد وصل إلى تلك القمة وتحته وادي سحيق
فأيقظني صوت جرس الباب يرِنُّ بدون انقطاع
هرعت من فراشي بسرعةٍ إلى الباب وأنا مازلت في هول الحلم
شاب طويل كان يقف في الباب دخل بدون استئذان وفي الممر المؤدي إلى الغرفة التي كنت أنام فيها نظر إليَّ قائلاً
بسلامة الدين والإيمان لقد توفى الله الوالد
شعرت بالأرض تدور بي وانتابتني حالةٌ من الذعر والألم لم أشعر بها من قبل
هل مازال الحلم مستمراً أم أنني صحوت الآن على ما هو أقسى من الحلم المخيف
نعم إنها الصحوة التي لم أصحُ منها حتى اليوم
شعرت في ذلك الوقت أنني أصبحت عجوزاً وأنا في بداية الشباب وكان عليَّ منذ تلك اللحظة أن أدرك أنني أصبحت أمام امتحان صعب وعسير وهو امتحان الحياة
أنا اليوم في العاشر من شباط عام ٢٠٢٢
مازلت أعتبر العاشر من شباط عام ١٩٨٥ بداية المأساة
وبعد مرور سبعة وثلاثين عاماً على ذلك اليوم وأنا أشعر باليتم
المهندس : سامر الشيخ طه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق