السبت، 12 فبراير 2022

قصيدة تحت عنوان{{عيون الدم}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{سهيل أحمد درويش}}


عيون الدم ...!
________
أنا مازلتُ أنفاساً لذاك الفجرْ
و أجفاناً 
لذاكَ الليلكِ الغافي على قلبي 
بروحٍ ترتمي بالقهرْ 
دمي ، يسري بعينيكِ 
دمي يبقى كمثلِ النَّورسِ البحريِّ 
يهديني بقايا البحرْ 
دماكِ مثلُ شرياني ينفنفُ مهجتي 
و الصَّدرْ ..
دماكِ مثلُ ورداتٍ تلوّنني 
و تجعلني مرايا جمرْ 
دماكِ رأيتها غنّتْ 
مواويلَ الجَوى يبكي 
طوال العمرْ
دماكِ لوعتي كانت 
على أرقٍ ، على قلقٍ 
على شفقٍ 
و تشبه كومةً للزَّهرْ 
*****
دِماكِ مثلُ روحِ الآهْ 
و عينٌ للضحى ونقاهْ
و جفنان يريدان الهوى 
يبقيكِ سرّ أساهْ 
دماكِ من شراييني 
و تبقى مثلَ ريحِ الوردِ
تهواها عناويني   
دماكِ رأيتُها تحكي 
حكايا النرجس الباقي 
بشرياني 
مُحَالٌ ان أريدَ سِواهْ
عيونُ الدمِ ترمقني 
و تجعلني كمثلِ حشاشةِ العصفورِ
تشفيني ، و تمرضني 
و تجعلني كمثل جريحة العشق 
فأنزفُ مهجتي والله ...
***
عيونُ الدّمِ ملحمةٌ من الأحزانْ 
مكحلة ، معطرة ، موشاةٌ 
بكل مساكبِ الورد 
التي تحكي ملوكَ الجانْ
عيون الدم قالت لي : 
بأنك من هديل فراشة حامت 
على عيني 
على روحي 
و تهواني ، و تهوى لوعة الغدران 
عيون الدم قالت لي : 
بأنك ضحكتي ( طبعا ) 
و أنك دمعتي ( طبعاً )
و أنك لوعةُ الريحانِ و الشطآنْ 
عيون الدم تغزوني 
بأجفانٍ مكحلةٍ ، ملونة 
بلون مساكب الورد الذي 
يهواك من أزمانْ 
عيونُ الدم مروحتي 
و زوبعتي 
هي كانت ، هي صارت 
قناديلي ، أناجيلي 
و صارت مهجتي الحرَّى ..
و صارت عاشقاً ولهان !! 
عيون الدم ترمقني 
برجفةِ نرجسٍ هامت بلوعتنا 
برجفتنا ، برعشتنا 
و قالت إنكِ الريحانْ 
و قالت إنكِ التلمودُ 
و الإنجيلُ 
و أنَّكِ  مُنتهَى الإنسانْ ...!! 

سهيل أحمد درويش 

سوريا _ جبلة 

ليست هناك تعليقات: