السبت، 12 مارس 2022

ج(الاول) من رواية {{مذكرات رجل ثعلب}} بقلم الكاتب الروائي العراقي القدير الأستاذ{{جاسم الشهواني}}


رواية

مذكرات
رجل ثعلب

الجزء الأول

لحظة المواجهه

بعد ان وجد نفسه وحيداً 
جلس مع الذات ليكشف كل الأوراق . هي لحظة المواجهه ؟
نظر من خلال النافذة التي تطل على وسط الحي الذي نبذه بالكامل . لسوء سلوكه ،
تنهد بعمق ، أشعل سيجارة ، وتناول كوب الشاي الساخن ، نظر للسماء بنظرة ندم طالباً الصفح و الغفران ، لم تكن السماء صافية ، شعر بأن أبوابها موصودة بوجهه
غيوم بيضاء و رمادية و صوت رياح عكرت مزاج الرجل الثعلب ؟
نظر لكل ما حوله كان صامت جماد بارد باهت الآلوانلا روح فيه !
أخرج القلم من جيب قميصه و أخذ مجموعة من الأوراق المخططه التي كان قد وضعها فوق المنضدة القريبة منه ، كتب على السطر الاول ؟
( مذكرات رجل ثعلب ) ؟
بدأت بتدوين مذكراتي في تمام الساعة الثالثة عصراً من يوم الجمعة المصادف الحادي عشر من شهر إبريل عام ألفان وأثنان و عشرون .
أنا المهندس أحمد من مواليد عام ألف و تسعمائة وستون من مواليد شهر مارس
أعيش وحيداً بعد ان سببت الاذى لكل من عرفته عن قصد او عن غير قصد ، أعتقد بأني لم أكن متعمداً بأذية الاخرين , لكنهم لم يفهموني بصورة صحيحة !
و لم يمنحوني فرصة لأظهر لهم حسن نيتي، اعترف بأن سلوكي كان غير منضبط ، لكنني لست بالرحجل السيء لدرجة إنهم يقاطعوني ، خانتني لباقتي و فصاحة لساني ، كنت مرتبكاً ولم أفلح بالدفاع عن نفسي ، الكل تكالب علي ، لسان واحد يقابله ألف لسان سليط لايعرف التوقف  !
وعينان حائرتان نظران لألف عين حاقدة
صمت و سرت بإتجاه بيتي في وسط الحي الفقير الذي ولد وترعرت فيه ، بت نكرة بنظر الجميع ، عندما اخرج للتسوق أو لقضاء بعض الأمور ، ترمقني العيون بنظرة حقد وعتب ، أنا إبن الحي المحبوب , كيف ألت الأمور على ما هي عليه الان ، لا أدري ؟
سأروي لكم حكايتي ، ولمَ أطلقت علي هذه التسمية القبيحة ( الرجل الثعلب ) ؟
تزوجت بعد ان أنهيت دراستي الجامعية
كانت زوجة صالحة ، و من أسرة عريقة
أنجبت منها أربعة أولاد ، كانت حياتنا سعيدة ، عائلة صغيرة ، الكل متفاهم ، و ملتزم بواجباته الأسرية .
هدمت بغبائي و بدنائة نفسي كل ما بنيت بكل بساطة ؟
عشقي لبنات حواء ، و إعتقادي بأنني الأذكى ، فكانت الكارثة ؟

                          يتبع

                                     الكاتب

                               جاسم الشهواني 

ليست هناك تعليقات: