الخميس، 24 مارس 2022

نص نثري تحت عنوان{{لا أريد أن أفهم}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة {{إيمان_مرشد_حمّاد}}


لا أريد أن أفهم
لماذا لا تُسالنا هذه الحياة إذا كنا نريد أن نفهم أم لا ؟ لماذا لا نُسال إذا ما إن كنا نريد أن نصل إلى مرحلة الوعي المطلق أم اننا نريد أن نرتاح في ظل القليل من اللاوعي؟؟ لا أريد أن أعرف كم هو النضج مؤلم ، وكم ان الفَهم يتعبُ القلب. ليتنا لم نكبُر وبقينا في ذات الأمكنة نسير كل يوم في ذات الطريق... نرجع إلى المنزل فنشتم ذات الطعام ونرى امي ترتدي مريول المطبخ ذاته وتعد الملوخية وتنتشر رائحتها في كلّ خلايانا الشميّة ، أرى إخوتي يركضون ويصرخون في ذات الزوايا وابي يقف ليغسل يديه وهو يستعجل الغداء وكوب الشاي بالنعناع وهو يحدثنا عما جرى في يومه فنفهم شيئا ولا نفهم أشياء... ولكن يبدو لنا  أن الحياة صعبة بعض الشيء... لا أريد أن أكبر ذات صيف ولا ان اشيخ ذات شتاء ، أريد روحي بلا شروخ ، وقلبي بلا ندوب ، وظهري كما كان مستويا بلا طعنات، أريد نفسا نقية بلا شوائب التجارب ولا قسوة المواقف، لا أريد أن أفهم ما يخفيه البشر ولا أريد أن الوث  نفسي بالظنون ... أريد عقلي الصغير كما هو تغلفه البراءة وتحميه السذاجة. لا أريد سبر أغوار المنطق والفلسفة ... أريد فقط ان ارتاح واستلقي على ذات الفراش الطفولي الموشى برسومات الكرتون ... أريد أن أشاهد سندباد حيث تذكره ياسمينة انها فتاة ... لا أريد الكثير من الخيارات ولا بعضا من صعب القرارات... أريد نفسي القديمة بنزق الطفولة وبراءتها ... أريد أن ابيع الوعي بكيس من غزل البنات الذي يشبه الغيم الزهري.
#بقلمي

#إيمان_مرشد_حمّاد 

ليست هناك تعليقات: