عابر سبيل (حكايات الآخرين)
١ (أنا متعب )
من المخجل أن أعترف لكِ بأني خذلتك، أنا أقف بين يديكِ الآن بلا حول ولاقوة، كان من المفروض أن أحتويك إلى صدري وأهمس :
_مازالت الدنيا بخير. لكني عوضاً عن ذلك ألقيتُ بكل اسلحتي ووقفت في حضرة دهشتك كرجل عبر الذل بمراحل عدة، راية الأستسلام أثقلتْ كاهلي ، أنا متعب، هذا حالي ياكُلَّ حالي، تربيتة واحدة من يدك على كتفي يمكن أن تجعلني أبكي، حسناً، فقط ارشديني لباب الخروج، ماعاد ثمة مايمكن رؤيته، وقد ملأتْ الدموع عيوني!.
٢ (مذهلة)
من بعيد وأنتِ قادمة، تتمايلين مثل أرق وردة جورية يمكن أن يداعبها النسيم ، هل فكرتِ مثلاً ولو للحظة بما يحدث لي، في البداية تحمرُّ اذناي، بعدها يدق قلبي مثل طبلٍ في غابة أفريقية، لست وحدي من يقول ياإلهي حين تتسع أبتسامتك، وتقع الغمازات في شراك اللحظة، حتى العصافير تغرّدْ بذلك وهي تنحرف عن مسارها المعتاد، لترتطم بأغصان الشجر، مرة بعد مرة!.
٣ (رحيل المطر)
كان من الممكن أن أمضي بضعة أسابيع من فصل الشتاء وأنا اتأمل المطر كيف يطرق زجاج النافذة، وكان من الممكن أن يحدث ذلك بصورة بهيجة تجلب المتعة لروحي، لكن آه، تلك الأسابيع بل كل أيام فصل الشتاء كنت أقضيها، وأنا أحدّق في شاهد قبركِ البارد في الحديقة التعسة !.
٤ (ذكريات هاربة)
أفسحتُ لها مجالاً لتجلس بجانبي والتصقتُ أكثر وأكثر بزجاج الحافلة البارد، لكنها لدهشتي طلبتْ أن تجلس بجوار النافذة، قالت أن ذلك سيجلب لها المزيد من الذكريات! تباً، كان الأمر برمته مشبّع بالسخافة، كنت بديناً حتى أكثر من برميل ، بالكاد أستطعت النهوض، ثم عاد جسدي يهوي على المقعد، قلت وأنا الهث :
_يابنت اجلسي هنا، أنا حتى لا أدري كيف سأخرج من شرنقة المقعد هذه التي حبست نفسي بها. لفح أنفي شذا عطرها وهي تجلس متبرمة، قالت وهي تنظر للأمام مثل أي طالبة مهذبة بضفيرتين :
_أتعرف! كان بابا ليفعل أفضل منك، فقط لو كان حياً، لكنه مات، منذ أسبوع فقط. شعرتُ بالاسى، حتى أني فكرت بأن أنحب ، لكني طردت هذه الفكرة وتخيلت كيف سيهتز جسدي برمته إن تصرفتُ على هذا النحو، أنا فقط ازددت التصاقاً بالزجاج، أما البنت فبكت!.
بقلم /رعد الإمارة /العراق /بغداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق