الجمعة، 29 أبريل 2022

نص نثري تحت عنوان{{هيام متشرد}} بقلم الكاتبة المغربية القديرة الأستاذة {{سمية شرحبيل}}


" هيام متشرد "

بقلم الأستاذة : سمية شرحبيل / المغرب

في لحظة هيام متشرد
 معلن عن الرحيل 
حزمت أمتعتي
 الفانية المزهرة بالذبول 
لففت وريقات 
باهتة الملامح 
مترهلة الجوانح  
متأهبة للجفول
 خططت بها بعضا 
من هواجسي 
آثرت أن أصحبها معي
 في دربي المجهول 
علها تمسي 
رفيقي العابث
 الجامح الجانح 
في رحلة اليسير 
ارتشفت بضع قطرات
 من بني المعتق بالشجون 
وثبت كمن كان مستعدا 
متأهبا للأفول 
كنت أحاول جهد أيماني
 أن أغادر درب العسير
 بأهون الخسائر
 و أخف النكبات
لم أصطحب معي
إلا ذاتي
 و بضع أحلام 
و رغبات 
و آمال معلقة 
على جدار اليقين
تنفست قليلا 
من غبار الماضي 
و غبرة السنون 
ألقيت نظرة عابرة 
على ركام ذكريات 
أردتها يد المنون 
أخرجت من جيب
 حقيبتي المهترئ
مرآتي الغابرة 
في دهاليز الأنين 
فشاهدت جفونا غائرة
 متآكلة بعثرتها 
يراعة الحنين
تلك المشعة
 المتلألئة المترقرقة 
بالركون و الأفون
بلا وعي انهمرت 
من مقلتاي عبرات 
ممزوجة بآكام 
من ملح و رغيف
اقتسمتها و شظايا الغابرين
العابرين على سرر
 الألم و الأنين 
ودعت ما تبقى مني 
في تؤدة و ثبات 
أخرست نبضا 
يؤرقني فيذكيني
 و يغرقني في غمر الشتات 
نبضا يلامسني 
من أحرف قدمي 
حتى الوتين 
يرمس لي بنبرات 
ممزوجة بالأسى 
يرجوني أن أكون 
ألوذ إلى محراب السكون 
أسلك سبلا 
متفرقة المسار
 عصية القرار 
أتضرع سويعات
أنهل من رحيق
 منكه بالمرار 
متضوع بالرضوخ 
أحاول أن أستفيق 
من كبوتي فلا أفيق 
أتحسس نتوءا
 متجذرة في عبق المكان 
و عنفوان الزمان
أتجرع شرابا 
متبلا بالشموخ 
مكتمل الرسوخ 
فأنتفض من جديد
أعيد الكرة 
لأفيق فأستفيق 
 أتفرع بحناياي
 إلى ألف نتوء و نتوء 
أحاول لملمة شظاياي
 فأنا شمعة من حديد 
أنير و لا أذوب 
 تلف بي الدروب 
إلى حيث لا مكان 
 تسرح بي 
إلى حيث لا أكون 
فأستجيب تارة 
و تارة لا أجيب 
أبحث عن كلماتي
 فلا أجود 
يتملكني الإملاق 
و يغلبني الإشتياق
 كي أعود فلا أعود 
أخط أحرفي 
في سجل الخلود 
عساني أغدو وميضا 
سرمدي الوجود 
كائنا من كنت
فأنا المتفردة 
البعيدة الفريدة
الحاضرة الغائبة
بين الجموع و اللاجموع
هي لحظة أتمرد فيها 
غير آبهة بالقيود
هنيهة أدوي فيها 
كما الرعود 
أحاول أن أغفو
لأستفيق فلا أفيق 
أن أرحل بعيدا
 حيث اللازمان 
و اللامكان 
كي أعود فلا أعود 
 فأنا شمعة من حديد

 أنير و لا أذوب 

ليست هناك تعليقات: