"عزرائيل "
قصة مسلسلة
بقلم :
تيسيرالمغاصبه
-------------------------------------------
-٧-
،،الفاجعة ،،
إرتفع بركان الشاي وقطع بلال حديثه وحماسه ،ثم بطرف غطاء رأسه أمسك بمقبض الإبريق ورفعه عن النار فلسعت يده حرارة مقبضه ..وضع الإبريق بسرعة وقال:
-ههههههه أحيانا يكون الشعور بالألم قبل الشعور باللذة؟
-ههههههه أنت حكيم أيضا أخي ثائر.
ثم صب كاستين ومد إلى ثائر كاسة وقال:
-إشرب ..إشرب وإدعيلي أخي ثائر؟
-أشكرك.
-هذه نار الدنيا،فما بالك بنار الآخرة ؟
-اللهم أعفو عنا.
عندما ذكر بلال إسم قرية حبيبته وزوجته آيات قد أعاده إلى تلك الذكرى الأليمة،
كان مساء يوم الأربعاء عندما عاد ثائر محمل بكل ماتشتهي زوجته آيات، فتفاجأ بتجمع أهل القرية أمام منزله ،كذلك الشرطة والبحث الجنائي ..خارت قواه من الخوف والقلق على زوجته ،جرت إليه أمها ..إحتضنته وأجهشت بالبكاء ،بينما الأب ممددا على الأرض مغشيا عليه ورجال يحيطون به، وأخواتها الصغيرات يبكن بحرقة،سأل ثائر بقلق وهو خائف كل الخوف من ماسيسمعه:
-ماذا جرى..ماذا جرى لآيات ؟
عندما لم يسمع أي جواب جرى إلى الداخل فلم يرى زوجته آيات ورأى الفوضى في منزله والدماء على الأرض ومحتويات الغرفة متناثرة هنا وهناك ،
إقتربت منه إمرأة وقالت وهي تجهش بالبكاء :
-أن آيات ماتت وقد نقلت إلى المستوصف في القرية المجاورة ؟
-ماذا ..لا ..أن آيات ملكة والملكة لاتموت أبدا .
قال أحد الرجال :
-أستغفر الله يا ثائر ،أنت رجل تقي وتخاف الله ؟
قال آخر :
-آيات لم تمت بل قتلت؟
-قال ثائر بتوتر :
-بالله عليكم أن تقولوا كلاما غير هذا الكلام.
كانت جثة آيات قد نقلت إلى مستوصف في قرية أخرى لعدم توفر مستوصف في تلك القرية الصغيرة البعيدة ،
صعد ثائر مع أحد الرجال في عربة وتوجهوا إلى القرية الثانية ،هناك قابل الطبيب الذي قال له :
-في الحقيقة إن زوجتك كانت حامل وقد توفيت هي والجنين ؟
ماهذه الصدمات التي إجتمعت معا على ثائر ،تقتل زوجته آيات ويقتل معها ثمرة حبهما معا ،إبنهما ،لماذا الأقدار تحاربه ولاتريد له السعادة وتأخذ منه أحب و أعز ماله في الدنيا ،رد ثائر:
-أرجوك أن تقل شيئا أخر .
-مع الأسف الشديد هذا ماحدث ؟
-ياإلهي .
-بعد الفحوصات تبين إنها قد تعرضت للاغتصاب بوحشية ..ظهر ذلك من خلال ثيابها الممزقة وأثار الأسنان على جسدها، ويبدو أن نوبة الربو قد فاجئتها إثناء مقاومتها فلم تحتمل وقد إختنقت وتوفيت؟
-........... .
-بعد قليل ستقابل رئيس الشرطة الذي سيوجه لك
بعض الأسئلة ؟
* * * * * * * * * * *
لم يستطيع ثائر الإجابة عن أي سؤال يفيد العدالة ،فهو لايعرف أحدا في تلك القرية الصحراوبة غير زوجته آيات وأبوها وأمها وأخواتها الصغيرات ، من سيتهم .. بمن سيشك، ومن هو الذي إختار زوجته بالذات ،تلك المرأة النحيلة المريضة بالربو ليعتدي عليها ويقتلها ويقتل جنينها بتلك الطريقة البشعة ،من هذا الذي أرسله الله ليدمر حياته ويحرق قلبه ..وماذا فعل ليستحق كل ذلك ،
أقفل ملف القضية وقيدت ضد مجهول .
* * * * * * * * * *
أقيم عزاء متواضع في القرية الصحراوية الصغيرة ،حمل ثائر زوجته وحبيبته وسعادته في الدنيا بين أحضانه رافضا أن توضع في نعش وسار متقدما أهل القرية إلى مقبرتهم الصغيرة بينما دموعه تغسلها ،وضعها في الحفرة وإستلقى إلى جانبها قائلا :
-أرجوكم أن تدفنوني إلى جابها فكيف سأعيش بدونها؟
لكن أخرجوه بصعوبة من الحفرة،
وبعد إنقضاء أيام العزاء قال ثائر للجميع :
-أنا لن أعود إلى تلك القرية حتى يظهر قاتل زوجتي وابني ؟
وأكد عليهم أن يخبرونه فيما لو أمسك أحدهم بطرف خيط قد يوصله إلى القاتل ،
أخذ بلال رشفة كبيرة لها صوتا مرتفعا من كاسة الشاي وقال بنشوة :
- إشرب أخي ثائر قبل أن تبرد كاستك ،أرى أني سآتي على الإبريق وحدي ههههههه؟
-.............. .
-أين وصلت معك في حديثي أخي ثائر ...آه ..نعم لقد تذكرت ههههههه كدت أن أدخل في حكاية أخرى..
بعد أن رأيت تلك الفتاة مع بعض الفتيات قرب النبع سال لعابي ..فبالرغم من إنها كانت نحيلة فقد كانت جميلة جدا ..ومثيرة ..لقد كانت تحوم حول النبع كالفراشة ..إذا كانت مثيرة وهي ترتدي ثيابها فما بالك لو كانت عارية ..فتمنيتها ولو للحظة ،وأنا الشيء الذي أريده يجب أن أحصل عليه بأي طريقة،
تمنيتها بقدر كراهيتي للفتيات الصغيرات الخائنات، خصوصا بعد خيانة زوجتي الصغيرة لي و....
هنا قاطعه ثائر وهو يستمع بأهتمام هذه المرة :
-هل كانت الفتاة من تلك القرية القريبة ..ومتى حدث ذلك بما أنك تائب إلى الله ..
أرجو أن تحدثني أكثر عنها.
-ههههههه كوني كنت تائبا وعائدا إلى الله كنت سأطلب يدها للزواج، لكني عندما علمت من الفتيات إنها متزوجة تغير الوضع هههههههه فلا ضير من أن أرتكب معصية ثم أتوب بعدها وأكون رجلا صالحا.. أن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ،ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ههههههه نحن بشر ولسنا ملائكة ؟
قال ثائر دون أن يظهر توتره، فلربما يكون قد وصل إلى قاتل زوجته بالرغم من أنه في الحقيقة كان يتمنى ألا يكون هو بعد أن أحبه وإتخذه أخا له:
-لكن أخي بلال متى كان ذلك ؟
-ربما قبل شهر أو شهرين.
عندما إقتربت من النبع قد عاملني الفتيات باحترام بسبب مظهري كرجل ملتزم ..أردن التبارك بي هههههه كما وأني المهدي المنتظر ،قالت إحداهن لتلك الفتاة التي سلبت عقلي :
"تعالي يا آيات ليباركك أبانا؟"
لكنها بقيت بعيدة تخفي وجهها بخجل،سألت عنها إحدى الفتيات وعلمت إنها قد تزوجت من وقت قصير وأن زوجها يعمل بعمان ،ذلك الغبي يترك زوجته خمسة أيام في الأسبوع هههههههه ومايدريه إن كانت تخونه أم لا ..قد قضي الأيام الخمسة بين أحضان عشيقها ههههههه أتعلم ماأسم ذلك الزوج الغافل ..أسمه ثائر كأسمك ههههههه لكن بالطبع أن الفرق كبير جدا بينك وبينه هههههههه قد تتشابه الأسماء وتختلف المعادن؟
-ياالله...يا الله ؟
(يتبع....)
تيسيرالمغاصبه
٢٢-٤-٢٠٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق