الكونُ سائخُ في ذهولٍ مدبرُ
ولهيبُ جوفِ سماءهُ يتسعرُ
وملائكُ الرحمنِ تنعى بعضَها
فُقدَ الربيبُ المستشارُ الأبهرُ
رضيعُ النبوةِ راشفٌ افكارَها
ووليدُ كعبتَها التي بهِ تُزهرُ
تشهدُ بهِ اركانُ جدرانٍ لها
بفرطِ ما قد أكرمت تتفطرُ
غامت مفاهيمُ القضاءِ كليلةً
وأرتجَ منها كلُ ما يتنمرُ
افلاكَ تنعاها مجراتُ السماء
فيها الكواكبُ موجها يتعثرُ
أَفلت شموسٌ ترتدي أحزانَها
والضوءُ منها كاسفٌ يتبعثرُ
مناقبُ الأحرارِ يَقلقُ عيشُها
يعيثُ فيها مَن يشذُ ويغدرُ
تبكي البواسقُ شُحَّ امالٍ لها
وندى المحافلِ غائرٌ يتبخرُ
أنّتْ مقاليدُ المفاخرِ حسرةً
تكوي بها مَن كان فيها يفخرُ
تهدمت اركانُ احياها الهدى
مفصومةً منها العرى تتكدرُ
تيتمت كلُ المعالي رخيصةً
مذلولُ منها ما يسرُ الأجدرُ
وتستغيث النازعاتُ بسيفها
مَن كان منها بالمرؤةِ يُبحرُ
ماتت نواميسُ العروبةِ كلها
حين أمتطتها للرذيلة معابرُ
كم استفاقت للرذائلِ وصمةٌ
نفثت بها سماً لها يتخمرُ
حين استفزت بالعداوةِ منبراً
منهُ الخلائقُ بالوفا تتطهرُ
شُلت يدٌ بالغدرِ حاز خداعُها
من ملجمٍ لقطامهِ يتجبرُ
ذاك اللعينُ في اللعائن ثاوياً
عدوُ إلى الرحمن غادر كافرُ
عمدَ إلى روحِ السلامِ بسعيهِ
ينالُ فيما قدَّ منها ويشطرُ
لكنما هيهات مات بغيضهِ
من كان يضمرُ للنبوة ويحفرُ
ما كان يعلم مَنْ مكمل نورَها
ويشيدُ منها ما يحيز ويجبرُ
هوالذي أبلى الفتوة بوهجها
يعشق محاريباً بها يتفكرُ
السيفُ منهُ في شروعٍ يرتوي
من دمِ كفرٍ بالفسادِ معفرُ
مَنْ مثلهُ حتى يكلُ فقارهُ
عليٌ اميرُ المؤمنين الأزهرُ
أنزع بطينٌ لا يهابُ شديدةً
منهُ الشدائدُ تستغيث وتنطرُ
من الشركِ منزوعٌ قريرٌ قلبهُ
بطينٌ من العلمِ معاجزُ ينثرُ
خرت له روس العدا مذلولةً
حين انبرى فيها يزخُ ويمطرُ
مجبولُ وسمٍ بالشجاعةِ قلبهُ
لا يرتعد من ما يحيط ويصبرُ
يُحفظ بلوحٍ في السماء ارثهُ
ومنهُ يباري للحواري مصدرُ
تشهدت فيه السماءُ وانبرت
هذا فتى الأسلامِ لا يتقهقرُ
نادى بها جبريلُ يهتفُ بالسما
لا سيف الا ذو الفقارِ موقرُ
يقدُ عضد الظالمين وبأسهم
ويصولُ فيمن ينكثون ويبترُ
ويجولُ عمقَ المارقين فضاضةً
يفصم عرى باطل لهم تتكسرُ
فيهِ عزاءُ المسلمين وبأسُهم
ومنهُ دم الكفارِ علقمُ يقطرُ
عليٌ منارُ الأكرمين وعزهم
وسنا المرؤة بوهجهِ يتعطرُ
منثورُ في محرابهِ عبقُ الدماء
وفجرُ ليلِ القدرِ منهُ معفرُ
مغوارُ يأنسُ بالحروب بنانهُ
ويحزُ كيد الظالمين وينحرُ
تعيى المكارمُ ان تعد خصالهُ
ويتيهُ حسبانُ الذي لهُ يحصرُ
أسأل معاويةَ اللعين وحزبهُ
هل عابَ فيهِ بما يحوكُ ويمكرُ
كم كان يجهرُ بالعداوة باطلاً
ويخفيهُ كيداً بالضلالة ويضمرُ
كيف تولى العاصُ منزوع الردا
حتى استجارَ بسبةٍ لها يجأرُ
مُبهم هواها دون أي تقيةٍ
نفوسٌ بها شذَّ القلّا متهورُ
ونفوسُ ذابت في غلاها محبةً
تؤثر على مافي هواها وتشكرُ
سلامٌ على نهجِ الولاية ونورِها
وفيضٌ بهِ زهرُ الأمامةِ يثمرُ
فخرٌ لنا في كل يومٍ بيعةٌ
فيها نوالي غالبٌ لا يخسرُ
حائز مفاتيحَ الجنانِ بسعيهِ
وعلى الصراطِ بحبهِ لنا معبرُ
سلامٌ امير المؤمنين فأننا
يومُ التنادِ خصمنا يتحسرُ
حبٌ لمن فيكَ أنبرى متوسمٌ
وعذرٌ لمن فيكَ أنبرى متحيرُ
فديتُك دنياي التي لكَ نذرُها
ساعٍ إلى ما في جوارِكَ أنطرُ
قد فازَ من والى مسيرُك للعلا
وخابَ من خانَ الولاية وينكرُ
عبد الكناني
الخميس ٢١ / ٤ / ٢٠٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق