في صباح احد الايام، وانا واقفة امام نافذة غرفتي، اطالع الاجواء، رأيتُ يمامة حيث حطت رحالها على غصن احدى اشجار حديقتنا، وبدأت الحان انغامها ،تنادي نسائم الرياح الهادئة، لتراقص اوراق الشجرة في هديلها ميلاد الحياة، تنشر البهجة والسرور في القلوب، شعرتُ كأنها تناديني ، فأقتربتُ منها ، ثم تلاشى كل شيء ، لم تكن الا غصون ذات اوراق ذابلة ،تبدلت الوانها الخضراء الزاهية الى الوان صفراء حانية، ولم تكن الا اجواء خريفية ورياح عاتيه ، عصفت بتلك الاوراق واخذتها بعيداً، واما اليمامة فقد رحلت بعيداً مهاجراً، وبدأ وكأنهُ مكان مهجور بث فيه اليأس، والقنوط ،ووقفتُ وحيدة اتلفت هنا وهناك ، واتسائل ؟ هل هذا كان حلم وردي ؟ ثم تحول الى كابوس؟ وبعدها نظرتُ الى الافق من بعيد رأيتُ تلك اليمامة قد عادت وفي ثغرها سنابل العيد،آتيه معلنةً انتهاء الخريف لتنبت على الحانها اوراق الغصون من جديد.
ما هي الا دورة الحياة، تتبدل الفصول،فتشبه ارواحنا ، فعندما تبكي ارواحنا ،تُمسِ كليلة من ليالي كانون المظلمة الماطرة الشتوية،وعندما تفرح ارواحنا تُزهر كزهور نيسان الربيعية ،وعندما يسكن فيها الامل تشبه يمامة حزيران الصيفية ،وعندما تيأس تشبه اوراق ايلول الخريفية ، فلا شيء يبقى على حاله ،فدوام الحال من المحال.
بقلمي بشرى حمودة سورية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق