رشفة حبر
********
تدحرج مني فنجان قهوتي
مر أصبح مذاق شفاهي
لا تقتربي من دواتي أرجوك
لا تضيئي الشمع لأقلامي
لا أجيد اللهو في غير العتمة
تصيبني فوبيا الإقتران..
كلما همت بي دفاتري البالية
تذكرت رائحة الورق
المعتق في جب النسيان
تسحلني الذكريات جثة هامدة
بين أحلام طفولية راسخة
لأرجوحة تتدلى من الأفق
في ظل شجرة ميتة
قدمت عظامها لقرابين الشواء
في حفلات زفاف الجثث المحنطة
تتدحرج الأكواب المحطمة
يخنق البوح في حناجر الأموات
يعصر عطر اليتم النادر
يباع لمن يجلد الذات أكثر
تتجول الأسواط بين الجمل
أحرف هاربة من قمع الضاد
أسطر غير منتهية البناء
الزحمة تخنق عناقيد العفة
كروم العنب تتعرى كل حين
تقدم ولاء الجسد للكاهن
وسدنة المعبد تعودوا مسح الغبار
بحلم اغتصب بورقة يناصيب
ليلة تأبين رأس السنة القادمة
يوم وزعت عناقيد الحطب على الرعية
وباتت جارتي تحرك وسطها
تلهي أطفالها حتى مرور النوم
تسرق الجوع من البطون الخاوية
وتلهم العقول زيف الفرح
تعلمت ذلك المنولوق المتكرر
يوم اغتصبها نادل المقهى
ورماها على الرصيف مع القمامة
كطعة خبز منهوشة الوسط
كيف يغسل الجرح بملح الدمع
كيف يولد الفن من المعاناة
وكيف تتولد التخمة
من المشي على قبور الاحياء
كيف يتجشأ الظالم المساواة
ونسو كيف تشتعل النار من القمامة
كيف يتولد العنف من الكبرياء
كيف تولد الثورات ...من شوارع البؤس
وكيف تضاء العتمة بقناديل اليتامى
وكيف تتجدد الجمل مع الفجر
مع رشفة حبر مرة من محبرتي
كلما حاصرتني فوبيا الخجل
بصيص قويدر الصحيرة في 28 /05 /2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق