لن أصل ؟
كلما حاولت الإقتراب ؟
أجدني أبتعد أكثر فأكثر !
وكأن المسافة قد أقسمت أن لايتحقق اللقاء .
حافظت قدماي على رتم تقدمها . لكنها الأرض من تحتي كانت ولادة . تولد مع كل خطوة عدة أمتار جديدة لديمومة مسيرتي المارثونية . قررت المواصلة وعدم التفكير بالإستسلام . لم ئعجب الأقدار إصراري . قررت ان تعاقبني وبشدة
كل ما حولي توقف . لا الشمس تشرق وتغرب . نظرت لعقارب ساعة يدي . وجدت عقاربها متوقفة !
كل شيء حولي بارد لاحياة فيه ؟
الأشجار لاتداعب أغصانها الريح . والنهر توقف عن الجريان . صمت غريب تسيد المشهد . أغمضت عيناي . وأقسم أن لن توقفي أكبر قوة عن بلوغ مقصدي .
أكملت المسير مغمض العينان . كنت متأكد من الوصول رغم مخاوفي . كل ماحولي يرعبني . لكني تظاهرت بالشجاعة . لأفت عضد تلك القوة الخارقة التي تريد أن توقفني . غرق جسدي بعرقه . وتسارعت أنفاسي . عيناي مازات مغلقتان . كنت في حيرة من أمري ؟
رغم مواصلة المسير مغمض العينان لم أصطدم بشيء أو أتعثر ؟
هل انا أرواح مكاني ؟
ألف سؤال دار بجمجمتي المضطربة أصلاً
لكني قررت المواصلة . حتى لو كان الثمن ان ألقى حتفي .
طال عهد المسير ، ومع خطوة يزداد قلقي
قررت أن أفتح عيني بين الحين والحين ففعلت . المكان نفس المكان والزمان هو ذاته ، وعقارب الساعة مازلت متوقفة عند دخولي وقت اللاوقت ؟
أغمضت عيني وفتحتها بسرعة برق لأنظر لهدفي . وإذا بتلك المسافة ذاتها مازالت تفصلني عنه رغم مواصلتي المسير .
عدت لأغمض عيني لأكمل ما إبتدأت . وبالفعل أكملت طريقي بصمت .
لاأعرف كم مشيت بعد أخر إغماضة ؟
لكني أعتقد بأني سرت بعدها ما يقارب الساعة من الزمن .
بدأت بالهذيان ، وشعرت بأن النهاية باتت حتمية . لكني إستدركت الأمر ، وشخذت الهمة ، وأقنعت الذات بأني قادر على الصمود ، وأني سانجح . من خبايا الروح سمعت صوتاً يناديني ياهذا لاتكابر ؟
أنت لست اهلاً لذلك . كن أكثر عقلانية
شعرت بالإحباط . قررت أن افتح عيني للمرة الأخيرة ؟
فتحتها وإذا بي بنفس المكان والزمان
هنا كانت إغماضت الإستسلام .
توقفت بعدها ، كنت محطم ، وشعرت بالهزيمة . فتحت عيناي ببطء شديد
نظرت لتلك النقطة بشغف . وإذا بتلك المسافة ذاتها لم تتغير .
كان معقد خشبي مثبت على الرصيف قريب مني لم أراه عند قررت المحاولة ؟
رميت بجسدي فوقه رميا . نمت بعمق وكأنني ميت ؟
لاأعرف مدة تلك الغفوا .عندما إستيقظت
وجدت كل شيء مختلف ؟
شعرت بالدفء والشمس كانت تتوسط السماء . وصوت النوارس البيضاء كان يملء المكان بالضجيج . رفعت رأسي لأنظر لأعلى نقطة بتلك التلة التي وجدت أغفوا تحتها فوق المقعد الخشبي . وإذا بنقطة الحلم فوق رأسي مباشرةً .
دخلت بدوامة من الأسئلة ؟
عاندت الاقدار طويلاً ، لكني لم أحقق أي شيء ؟
إستسلمت لقدري ، وجدت ذاتي تحت نقطة الأماني ؟
مالي حصل ؟
هل هذا حلم أم حقيقة ؟
نظرت لساعة يدي ، وجدت عقاربها تدور ؟
سأصاب بالجنون . قد يكون المكان مسحور ؟
من أعلى التلة ، هبط شيخ جليل .
قال مابك ياهذا ؟
رويت له ماكان ... إبتسم وقال ؟
يابني .. لاتعاند الأقدار
فالاقدار .. لاتعاند
وما قدر لك سيكون بين يديك حتى ولو حاولت الهروب منه . وما لم يكن مقسوم لك . لن تتمكن من الحصول عليه حتى لو سعيت وراءه العمر كله .
ذلك هو حكم الاقدار .. يابني
والقناعة كنز لايفنى
فحمد وأشكر وكن من الصابرين
كل شيء محسوب ومقدر ؟
ألم تسأل نفسك كيف وصلت لهدفك ؟
وأخر إغماضة كانت إغماضة يأس ؟
كل شيء محسوب ومقدر . كان سيرك حقيقي ، وتقدمك فعلي ، لكن الأقدار أعمت بصيرتك لتقنعك بأنك مازلت مكانك
ولو لم تفعل ذلك ؟
لأصبت بالغرور ، وشعرت بالإنتصار
أنت أضعف من ان تكون نداً للاقدار يابني
كثيرون من يستعجلون الخير فيخطئهم
بالتأني السلامة وبالعجلة ندامه .
عندما رميت جسدك المتهالك فوق مقعد الأقدار . كنت قد إقتنعت بأنك لن تصل
ولأنك إستسلمت عن يقين ؟
وصلت .. هذه هي سنة الحياة .
كل شيء مكتوب ومحفوظ . لايمكن لأي أحد ان يغيره . عليك بالعمل والصبر والحمد والشكر . ليصلك ما كان قد قدر إليك . والتوزيع عادل بين العباد فلاتجزع
ها انت تقف على أرض ما أردت . لأنك أيقنت بأن الآقدار لاتعاند .
لن أصل
تمت
جاسم الشهواني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق