محطة الرحيل لقطار الحياة!
في محطة الرحيل،حاملاً حقيبتي انتظر القطار ،بقلقٍ ،وحزن ،ما ان رأيتُ القطار حتى اخذتُ اُهرول للركوب به، فاذا بي اسمع من يناديني ان لا ارحل ، متمسكاً بي ،ويتوسل ،ويعاتبني على رحيلي ،وما ان التفتُ اليها حتى رأيتها أنها (الذكريات)تقول لي لِما زرعتني هنا وتُريد الرحيل الان؟، وانا اذرف الدموع وتنزل كالتيزاب على خدي وتحرق عيوني ، أخبرتهُا ، إن حياتي انتهت هنا،أريد أن أرى حياةً اخرى ،لا ترجعيني بعد الآن، فقد قضيتُ اوقاتاً كثيرة ، وجميلة ، لم يعد لي البقاء، اكتشفتُ أشياءً ، ورأيتُ أشياء، وخزنتُ التجارب كلها ، لِما أنتِ تتمسكين بي أيتها الذكريات، هذه الحياة علينا ان نتعود عليها ، هناك فراق وهناك وداع ،وهناك لقاءً جديد، لن تستمر على هذا المنوال بالبقاء بنفس المكان، تعودي على ذلك أيتها الذكريات، فالجميع يزرعكِ ويرحل، ولن تبقى منك الا ذكرى مؤلمة هزيله منطوية على نفسها بعد ان كنتِ ضاحكة مستبشرة ،بوجود الاحباب ، أما الان سوف تبقين حزينة، يرجع اليكِ من يشتاق لتلك الايام،وينساكِ من ليس لهُ وفاء، عليكِ ان تعرفي هذا ،ما أنتِ الا قياس للبشر ،عن مدى وفاءهم وصدقهم هل بداياتهم كنهايتهم؟ ام كان فقط مجرد فضول وليس للمحبة عنوان؟!
ها انا راحلاً ، راكباً في قطار الوداع، احتفظي بي ،وذَكري احبابي عني ، وذكريهم بكل نصائحي لهم،وضحكاتي ،واحاديثي معهم،
فـ لي صحابٍ واحبةً،تركتهم معكِ ، فذكريهم !!
فما هذه الحياة الا دار فناء ، وياتي قطار ويرحل قطار،ونحن في محطة الانتظار.
محمد الحسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق