فَرَاشَتي
_______________________________________________
فَرَاشَتِي لِمَ تُحلّقِينَ بَعيدا
وصَدري لَكِ سمَاءً وأشجَارا؟
وتُغرِّدينَ في الليلِ وحيدةُ
وقَلبي لَكِ ألحَانُ وأوتَارا
إنْى أُحبُكِ فَلاَ داعِي للتَّمَرُّدِ
إني أحِبُكِ فَلا تُقِيمي بَينَنا
أسوارا
أمَايَكفيكِ حَدَّ الجنُونِ وشَوقًا
يَضرِبُني كَإعصَارا
أمَا يَكفيكِ أُقِيم الليلَ وجدًا
وحَنينُ ومُنَاجاةً وأشعَارا
أمَايَكفيكِ أنْى لِأجلكِ محوتُ
تَاريخَ النِسَاء وغَيرتُ تَاريخَ
الأزهَارا؟
لِتَبقِي أنتِ الأنثى الوحيدة
فَرَاشةُ الَليلِ وأحلامُ. النهارا
وسقيتُكِ ينابيعُ حُبِّي ولم
تُطفيُُ لِي ولَكِ نَارا
وفرضتُ الجنُونَ سُنَةُ في
الحُب
وأضفتُ عَلى عِبَارات الحُبَّ
ألفَ عِبارة
ووضعتُ لَكِ دستورًا يُبقِيكِ
عَلى عرشِ النِساء مَهما تَغَيَّرت
الدُنيا ومهما الزمانُ دارا
فَكُلُّ طقوسِ الحبِّ سكونٌ
وطقُوسي في حُبكِ إستنفَارا
فَلاَ تَجبُني ولا تبتعدي وعانقي
نَاري بِنَارا
تعالي ياعُشِّي الآمن إني إني
بِلاَ وطن وبِلا دَارا
أناعُصفورٌ لاتحمله سماءٌ ولاتُبقيهِ
أرضُ
ولايَشدو غَير حُزنٍ وإنكِسَارا
ثَائرٌ أُجهِضت ثورتي في وطنٍ
يَكرهُ الثَورةُ والثوَارة
دعيني ألملمُ شَتاتي بينَ يديكِ
وأُقِيمُ الليلَ في عينيكِ ابتهالاتٍ
واحترَاقًا وأذكَارا
ياعُصفورتي لا تُبيحي قتلي بِيدَيكِ
إنَّ حياتي في حُبكِ احتضارا
فالموتُ قادمٌ قَادمٌ لامحالةَ الحُب
دليلُ المَوت والشَوقُ خَيرُ إشارة
دعينى أموتُ بينَ يَديكِ فما أحلى
موتُ الحُرَّ في سَاحةِ الدنيا
وما أحلى موتُ الموجِ في أحضانِ
البِحَارا
لاتترُكيني فلا أغاني بعدكِ ولا ألحانا
ولاقمرَ يُضيء ولا شَمسَ تَبعثُ أنوارا
من زرعَ الحبَّ فَليسقِه مَاذنبُ الوردِ
إذ نَمَا بينَ يَديكِ أتقتِلِيهِ إنتحَارا؟
مَاذنبُ الطيرَ أنْ يغدو مُقيدًا سجينًا
أذنبهُ أنهُ كسرَ الصمتَ وبَاحَ بِكُلِ
الهوىَ والأسرارا
وماذنبُ حُلمِ الطفولةِ أن رأيتهُ فيكِ
أهزيمتهُ في عَينَيكِ إنتصَارا
ماذنبُ القلبِ الذي تسكُنيهِ أنْ يحملَ
ألاف الآهات وتُدميهِ الجراح ويفرضُ
الحُزنَ عَليهِ حِصَارا
أضاقت بكِ ساحتهُ أم تُعاقبيه أن
جَعَلكِ قِبلتهُ ومنهَجهُ والإختيارا؟
ماذنبُ كلِّ شىءٍ أن يغدو بلا شىءٍ
ومَاذنبُ الإحساس الذي ولدَ في صَدري
أنْ يُدفنُ إجبارا؟
لن تَسقُط صورتكِ من عيني ولن أكفَّ
البَحثُ عَنكِ في دروبِ الرَاحلين
والعَائدين
على أرصِفة الأمل سَأبني لي دارا
أستحلفكِ بالذي هو في دَمي ان تَكُفي
عن قتلي فَما استطعتُ أن أوقِفَ زَحفكِ
في جَسدِي وما استَطعتُ أن أغيَّرَ المسَارا
لاتليقُ بكِ القسوةُ يافَرَاشَتي فلاَ تترُكي
صَرحَ الهوى ينهَارا
---------------------------------------------------------
حسام الدين صبرى /ديوان/اخر ماتبقى من الشعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق