الخميس، 14 يوليو 2022

نص نثري تحت عنوان {{آه منك يازمن}} بقلم الكاتب العراقي القدير الأستاذ{{قاسم الحمداني}}


آه منك يازمن 

قاسم الحمداني /العراق 

كم هو مؤلم أن يُسرق عمرك 
لا بل تُسرق كل حياتك 
ويُسرق منك أحب الناس إليك 
ويُسرق منك دمعك وآهاتك 
وتُسرق إبتسامتك وضحكتك 
كم أنت غدار يا زمن 
سرقت مني أعزّ بشر 
سرقت مني أبي 
وتبعتهُ بأخوتي 
وأتيت اليوم أخذت مني أمي 
ماذا بقي ليّ في حياتي 
بقيتُ لوحدي أجامل لوعتي 
لو ضحكت فضحكتي كاذبة 
ولو سرت أمام الناس فعودي منكسر 
ولو نظرت للمرآة 
رأيت شيب رأسي ولحيتي 
صارت ملامحي أكبر من عمري 
ومازلتُ في مقتبل شبابي 
ماذا تريد مني يازمن 
أنه الجحيم أن يسكن معك الحزن 
أن يتعب قلبك وهو ينبض 
إنها المرارة التي لاتفارق شفتي 
ولا أستطيع أن أتجمل 
أو أوهم نفسي 
أو أصطنع البسمة 
فكل بسمة تخبئ ورائها 
الف الف حسرة ودمعة 
ويأتي عاذلٌ أو شامتٌ ليقول 
(أيامك سعيدة...وعيدك مبارك).
أي عيد....وأي سعادة
 وأنا قد سكنت المقابر 
أبحث عن أبي وأمي 
وأخوتي وأحبتي 
أتكلم معهم وأحدثهم 
أقرأ لهم آيات من الذكر الحكيم 
لعلي أريح بها قلوبهم 
لكن مَنْ يريح قلبي الجريح 
أمست القبور مسكني وراحتي ومخدعي 
والدمع أتوضئ به لصلاتي 
إني لا أراهم...  ولا أسمعهم 
لكني أحسهم بالقرب مني 
يواسوني...  ويؤنسوني. 
لكن طريقهم بعيد عني 
وروحهم تطوف على روحي 
لكني أقف با كياً حزيناً 
عاجزاً أمام قبورهم 
أناجي رب العالمين 
بالرحمة والمغفرة والرضوان لهم
والدمع على  أحبتي يسيل. 
فشوقي عليهم آلمني 
والوصول إليهم مستحيل 
إلهي لا تفقدني الإيمان برحمتك 
ولا تجعل اليأس يسكن جسدي 
فأنت الرحيم.. وأنا العبد الذليل. 
فأنت المستعان وأنت الخل والخليل. 

....................... 

ليست هناك تعليقات: