لا تَبكِ حبيبتي
___________________________________
لاَتَبكِ حَبِيبَتي طَالمَا
الحُبُ بَيننَا موصُول
وقلبى مَازالَ يَهوَاكِ
ولازِلتُ بِعَينَيك مقتُولا
كَيفَ تَقُولين أنْى لغيرك
وأنتِ نبضُ الحَياةِ
فى قلبى
ووجهُكِ أنتِ قِندِيلٌ،
كيفَ تَقُولين أني سَلَوتُكِ
ولازالَ الشجرُ شجرا
ولاَزَالَ النِيلُ نِيلا
وأني لازلتُ طفلا وأنتِ
أمي ولا أرى لأمي
يَومًا بَدِيلا
عَلى عَهدِكِ باقيَا بَاقيَا
ياكُلَ أحلامُ الطفولَة
لو أنتِ صَحراءً
سأختارُكِ وأرفُضُ البِحارَ
وأرفضُ النخيلا
لاتَقُولى أني سَلوتُكِ أنا
لازِلتُ سَقِيما ولازِلتُ
في هواكِ ذاكَ العليلا
فَلا تَعِبَ البحَارِمِنَ البحرِ
ولاَحَطَ يومًا
عَلى شَواطِىءِ الرَّحِيلا
سَتبقَى عَينَاكِ أغنِيتى
وقِبلَتى وإن أصبحَ اللقاءُ
بيننَا مُستحِيلا
نعم يُدمِينا الفِراقُ ويقتُلُ
أفراحنا ولكن في عَينَيكِ
يَبقَى الدليلُ
يَبقَى ببننَا شَىءٌ مَا أقَوى
منَ الفِراق
وأقوى مِنَ الليل الطَويلا
لاَ تَحزني يَاهُدى القَلب
لاَ تَحزني فَالنبيلُ لاَيَخافُ
وهوَ في أيدِي النبيلا
للعهدِ قلبٌ يحفَظُهُ لايحمِلهُ
أبدًا عِبأً ثَقيلا
إن جفَّ الزمانُ يجُودُ بِدمعهِ
يسقِيه إن غَدا الليلُ بخِيلا
حَملتُكِ كَطيرٍ يحمِلُ صَغيرَهُ
فى زمانٍ
يَقتُلُ الطيورَ ويُخلدُ العَويلا
حَلقتُ حَلقتُ بِكِ بلا خَوفٍ
ووَاجهتُ الإعصار وبِكِ
هزمتُ كُلَ مُستَحيل،
الآن تخَافينَ الآن ترتَعِشين
من خَوفٍ باطلٍ وبَنَيَّتي
من الشَك والظنون قَصرًا كَبيرا
أمَا رأيتِ
حُبي فوقَ النجومِ يُضيء
وفى النهارِ كَشمسِ الأصيلُ
أمَا سَمِعتِ بُكَاءَ شَوقى
فى أناتِّ الليل
وفي شَدوِ العصافيرِ
أمَا وضعتِ يدَكِ على قلبك
حِينَ أسأتِ الظَنَّ بي لِيدُلكِ
خيرَ دليلا
أقسمُ بالذي وهبَ قلبى
حباً سَكنَ جَوارحِى
عِشقُكِ يسري بشُرياني وصارَ
وصارَ دماً لا يسيلُ
مَاأحببتُ غيرَكِ
وليسَ لدي غيرَ عَينيكِ
أنتِ سَبيلا
ولا كَتبتُ الشعرَ إلا فيكِ
فأنتِ المعنى الخالدُ الجميلُ
فى غيركِ مَاكتبتُ حرفا
فإن كانَ الشعر بحرا
جفت بعدكِ البحورُ
وإن.كانَ الشعر زهرةً تبورُ
تبورُ بعدكِ الحقولُ
لا تبكِ حبيبتى دموعُكِ
تُدمينى وإن كانت خوفا
منَ الرحيلا
بالله لاتبكِ وانظُري فى
وجهي ترى أشواقى تكسو
وجهي كأن أولَ ملامحى
شوقا لكِ يَدومُ
عهدا بعد عهدٍ وجيلا فجيلا
إنى أحبُكِ
فى الليلةِ ألف ألف عامٍ
ولأجلكِ تَمنيتُ العمرَ الطَويلا
_________________________________
حسام الدين صبرى/ديوان/قال لي سنلتقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق