عُودي كَما كُنت
__________________________
عُودي كَمَا كُنتِ
إمرأة من طِين
عُودي كَأسٌ رخيصُ
لَذَّةً لِكُلِ الشَاربين
للراقي والأحمق
كونى قصراً لِكُلِ
الضَائعِين
لم تعُد تَسع لكِ دفاتري
فَأينَ بعد اليومِ
أنتِ سَتسكُنين
ماتت قصائدي وهيَ بِكرٌ
كَفنتُها وشَيعتُها
بِصمتٍ حزين
المَوتُ خيرٌ من البقاءِ
والتَشرُد نعمةً
إن كانَ المأوى قلبٌ
بِلا مذهَبٍ و دين
انزعي عن جِلدكِ
أثوابي النَقِية
فلا تُبقينى ولاتَبقين
إني كتبتُ السطرُ الأخير
ولاَ يَعنينى
ماذا أنتِ ستَكتُبين
عُودى نَجمة تلمعُ
في أعيُنِ المُغيَّبين
عودي قصةٌ تَخُطها يدٌ
وتمحوها يدٌ
فَالَيلُ ملىءٌ بالعَابِثين
عُودى حديقةٌ
بلا أسوارٍ مفتوحة
فالأرضُ.مليئةُ بِالجَائعين
اليوم
ياقِطتى وهبتُكِ الحُرية
على بَابي لا تَقفِين
وفي محرابي لا تُصلين
لم يعُد في الصدرِ لكِ
شيئا بِهِ تَنعَمِين
قد نزفتُ العُمرَ عشقاً
وأنتِ تَسلُبين
وكَم بكيتُ فوقَ قصائدي
ليالٍ وأنتِ تضحكين
اليومَ أوقفتُ نزيفَ أيامى
وحرقتُ جميع أشعارى
حَتى الحُبُ والحَنين
عودى حيثُ كُنتِ
أنا أرضى طاهرةٌ ليست
ليست للخَائنين
ونهرُ حُبى مُقدسٌ فبأيُ
عينٍ سَتشربين
لاَتَختبئي في رِداء الدموع
بِالله بالله لاتَبكِين
قد نزعتِ ثوبَ البرائةِ والطُهر
فأيُ دورٍ
أنتِ تُمثلينه الآن آلا تَستَحين
ياصَاحبةُ الكأس إنى
شَبعتُ واكتَفَيتُ
إن كانَ الخيطُ الأسود
بِعَينَيكِ موصولاً فأنا اليومَ
منَ الصائمين
وإن كنتِ فِتنةُ العُمر
أنا اليوم
من التَائبينَ. الزاهِدين
اليوم يومُ الحقيقة
فَلمَاذا أنتِ تُنكِرين
أيُ كأسٍ لَعبَت برأسكِ
ومن أى خمرٍ أنتِ
أنتِ الآنَ ترتَشفين
قد أُسدِلَ الستار
وانصرفَ النَاسُ جميعاً
فماذا خَلفَ الكواليس
أنتِ تنتظرين
إلتهبَ المسرحُ تصفيقاً
وهنأتُكِ على الدَور
ماذا بعد تُريدين
ياعُصفُورتي
ضاق بكِ براحُ صدرى
وضاقت بكِ الضلوع
فكيفَ في أوردتى
يومًا ستُحلقين
ياسيدتي أفيقي أنتِ الآن
في عِداد المَيتين
رحمَ اللهُ رحمَ الله قلباً
كنتُ أظُنهُ وفىٌ أمين
_______________
حسام الدين صبري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق