السبت، 27 أغسطس 2022

قصيدة تحت عنوان{{زدني من الحب}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبري}}


زدني من الحب
_________________________
أنا كُلي لَكَ فَلا تُبقِي مِني
  شَيئاً بِغَيرِ احتِلاَل
أنا كَما الطَيرُ فَلا تَترُكني
 أسبَحُ في الظِلاَل
     زدني بِالذِي
يُحييني ويقتُلَني زدني
   سَفراً وارتِحَال
إني طَلبتُ اللجُوءُ إلى
    عَينَيك بعدمَا
ضَاقت مُدُني وسُحقت
 بِصَدري خيرُ الأمَال
فَابقِني عَلى شَواطِئُها
       إني تَعبتُ
منَ السُكنَةِ بينَ الجِبال 
وتَعبتُ منَ الليلِ الذي يَجلدُ
ومنَ النهار الذي لارجاءُ
      فيهِ ولاوِصَال
 قَضَيت العُمرَ أُمَثلُ دورَ
    المُنتَشي وأنا
مهزوما ومقهورا في 
    دنيا الأهوال
وكَم استَعرتُ من دفاتر
    الأفراحِ المُكفَنَةِ
قصائدُ لأنثُرها بينَ الناس
  وكَم خَانَنِي الإرتِجَال
أنا لاأُريدُ بحراً ولاأريدُ قصراً 
ولاأريدُ شِعراً قبلي لم يُقَال
  أريدُ صدرا يؤويني 
  أريدُ قَلباً  يَحمِيني
أنا لاأريدُ شيئاً منَ الخيال 
خُذني حُرا خُذني أسيرا
فَأنتَ سيدي سمَائي وأنت
     السِجنُ والأغلال
خُذني صَيفاً خُذني مطراً
    ورعدا وبرقاً خُذني
مزَاجيُ مُتقلبُ الأحوال
ولا تسألني عن عمرُ مضى
 وهبتَني الحياة فَكيفَ
  أذكرُ لحظَاتُ الإغتيَال
أنا لاأكتفي بِكِسرة من خُبزكَ
فَهدني قَمحُ عَينَيك وأهدني
الزَيتُون والغُصنِ المُحَال
    لِعَينَيكَ زَكَاةً واجِبَة
وإطعَامُ الفقِيرِ عَينُ الحلال
    لكَ في مَالم يَكُن لأحد
لكَ الصَدر والضلوع والدمُ
    والحَاضرُ والأطلال
فَازرع في صحَرائي ورداً
واسكُب عِطرُكَ على جسدي
    وأطفيءُ حَرَّ الرِمَال
اسقِني رشفةً من كَأسكَ 
     فَبالقليلُ منكَ أرتَوي
والقليلُ مِنك عَينُ الكمَال
   زدني من كُل شىء فأنا
      حبيبي بلا شىء 
وارحم ففيرا كَم ضَاقت 
       بهِ الأحوال
 إن كانَ حُبك تَوبةً زدني
       زدني إيمانا
 وإن كانَ حُبك ذنباً زدني
       زدني ضلال
   ______________________

حسام الدين صبري 

ليست هناك تعليقات: