السبت، 13 أغسطس 2022

نص نثري تحت عنوان{{فُقدانْ}} بقلم الكاتب السوري القدير الأستاذ{{مهند الطوفي}}


 (فُقدانْ)

فُقدانٌ بينَ طَائرينِ قَادمانِ مِنَ 
الجَنَة***كانا يُحِبانِ بَعضهُمَا كثيراً
يُعانِقانِ السماءَ **يَلْثُمانِ الشُهُبَ وَالنُجومْ
يَطيرانِ بالقربِ مِنْ فُؤادِ الشَمسِ 
وَيَرتَشِفانِ دُموعَ القمرْ **يَصنعانِ الضِياءَ 
منْ رُوحِ القناديل 
كَانَ بَيتَهُما كَهفا يَمُلؤه الأقحوانُ 
والنرجسُ والحبَقْ
كَان أولُ بَيتٍ يَسكنُهُ جُرحُ السنين 
وأول مَكانٍ لِلقَاءِ الطيورِ و
العاشقينْ
وَجاءَ يَومٌ منْ حِقدِ الأزمانِ 
لا يَعرفُ الحُّبَ وَالغرامْ 
لا يَعرفُ كيفَ يَكونُ صَمتُ لياليْ
وَسُكونُ الرياحْ 
جاءَ لِيقتُلَ فراشةً كانَتْ تُحلقُ فوقَ 
ضفافِ قلبي تَنثُرُ رَحيقَ أملِ الأيامْ
لكِنَها لم تَرأفْ بِحاليْ 
رَحلتْ بِليلةٍ عَقِيمَةٍ كَانَتْ منْ أَقذرِ لياليْ
وَصلَتْ إلى حافةِ المطارِ 
تُريدُ ألَّا تُضيعَ عَقارِبَ شَوقِ الأيامِ
تُريدُ أنْ تَختفيْ وألَّا تَعود
لقد صَعدتْ مَتنَ الطائِرَةْ
إنَّها لِبلادِ الكَذبِ والخِداعِ مُهاجِرَة
هَلْ سوفَ تَعودُ يَوماً لكي ألقاهَا 
هَلْ سوفَ تَعودُ مُجدداً لكي أراهَا
لقَد جَعلتْ الحُزنَ يَشتَعِلُ في قلبي
كَحريق 
إنَّني في أَنهارِ عِشقِهَا غرِيق
إنَّني حَقيبةُ ألامٍ وهُمومٍ 
رَمتها في مُنتصفِ الدُروبِ والطريق
سَأسمي ابنتي مِيماً نِسبةً إليها
وعلى أعلى قِمَةٌ في المجموعةِ الشمسية
سَيذكَرْ أنَّ هُناكَ طائرينِ قَادمانِ من الجنة
فَرقَهُما فُقدانْ 
كلمات مهند الطوفي

ليست هناك تعليقات: