الأربعاء، 10 أغسطس 2022

قصيدة تحت عنوان{{سرُّ عينيكِ}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبرى}}


سرُّ عينيكِ
---------------------------------------
     عَينَاكِ أوطَانِي
بَعدَ  التَشَرُدِ  والحِرمَانْ
      عَينَاكِ أُغنِيَتِي
وشَدوُ  النَجمِ  النَشوَانْ
عَينَاكِ قِدِيسَةُ الأرضِ
     عَلَى مَرِّ الزَمَانْ
آمَنَ  بِهَا  العُشَاق  أكثرَ
مِمَنْ آمَنُوا بِآلِهَةِ الرُومَانْ
عَينَاكِ لِصٌ يَسرِقٌ ويَقتُلُ
     بِفَيضُ حنَان
عَينَاكِ  دولَةٌ  عَاصِمتُهَا
الكِبرِياءُ وضَوَاحِيهَا عِزَةٌ
وكُلُّ مَافِيها  نَغمٌ  وألحَان
يا آخِرَ كُنُوزِ الأرضِ وأروعُ
فَيروزةٌ جَادت بِهَا  الشُطآن
يَاجَيشًا  مِنَ  النِسَاءِ أقُودُهُ 
   يَقُودني إلَى الهذَيَان
         فَلا قَائدَ
 أمَامَ  عَينَيكِ  ولا قَيصَرَ
ولاَ سُلطَانَ  فِي  حَضرتِها 
        يَبقَى سُلطَان
مَا الذي  في عَينَيكِ يُطِيحُ 
بِالأشيَاءويُعَلِّمُ القَلبَ كيفَ
 السَفرُ  إلى ألفِ مكَان
       مَا الذي فِيهَا
لِأراهَا فِي الصَخرِ كَمَا هِي
        في البَيلسَان؟
     فَإنْ كُنتِ  تَعرِفِينَ  
مَاسِرُ   عَينَيكِ  قُولِي  لِي 
  وأعدُكِ أعِدُكِ بِالكِتمَانْ
        أنَا عَرفتُ
 مِنْ أينَ  تُصنَعُ  العُطورُ
 ومَاهوَ  شَدوَ العُصفُور
وكَيفَ المَوتُ يَكُونُ مِيلادًا 
وكَيفَ المِيلادُ يَكُونُ مَوتًا
وأنَّ الحُبَّ أولُ خُطوَةٍ في
      طَرِيقِ الأحزَانْ
وبَقيت عَينَاكِ سِرًّا بِرغم
     أنها تَقتُلُ جَهرًا
  وسَتَبقَى  عَينَاكِ  لُغزًا
ولو  كَتبتُ  في.  عَينَيكِ 
      ألفَ ديوان
يَا أخرَ مَدِينَةٍ عَبَّاسِيَةٍ تَجمعُ
  تُراثَ  الشَرقِ  والغَربِ
      بينَ الأجفَان
ياَ زَهرَةً فَرِيدَةً لَمْ يُطلِقُوا 
       عَلَيها اسمًا
أروعَ مِنَ  أزهَارِ  بَابِلْ وأرقَّ 
       منْ أزهَارِ نِيسَان
عَينَاكِ وطَنُ المُشَرَّدِينَ مِثلِي
المَنكُوبينَ.  المَسحُوقِينَ 
 منَ الشُريَانِ  إلى الشُريانْ
   عَينَاكِ قِبلَةُ الطَّوَافِينَ 
المُتَصوفِينَ الرَاجِينَ هُطُولا
 المَطر فَوقَ هذهِ الأغصَان
عُذرًا إنْ أردتُ أنْ أعرِفَ 
       سِرَّ عَينَيكِ 
وأنَا ذو عِلمٍ مَحدودٍ بِعَالَمِ 
 البَحرِ واللؤلؤِ والمَرجَان
    أجهدتُ نَفسِي
بَاحِثًا عَنْ سِرِّها كَالبَاحِث
في صَحَراءٍ قَاحِلَة عَنِ المَاء
    عَنِ المَاء والرَيحَان
فَلو كُنتُ أعرِفُ لِمَاذا أنا وِلدتُ 
رُبما كُنتُ  سَأعرِفُ سِرَّ العَينَان
-----------------------------------------------

حسام الدين صبرى / 

ليست هناك تعليقات: