السبت، 6 أغسطس 2022

نص نثري تحت عنوان {{وصايا لقوارب الموت}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{حمزة أونسي}}


 وصايا لقوارب الموت...


غادر خلسة وسط
الدياجي
منسلاّ من تضاريس العتمات
دون أوراق ثبوتية
جواز سفرك مطيّة الموج
والصمت بأسفار الرحيل خشوع
وبجنائز الوقت بوح
أغرس آخر مسامير الضيق
على قبر الهوية
فالعمر بأرض السّدم بلا مستقر
حرقة يؤمّها السواد
امتطي صهوة العباب مع الهاربين
من الخراب
فقارب الهجرة تهادى في اليمّ
يأبى الرجوع
ويهرع نحو الغياب
جد موطئ قدم بين حشود الزحام
ولا تكترث بمن يهتفون في القفار
الوطن للجميع
قكل الوعود رجع لهاث
ذرتها أنفاس الرياح
وكل النداءات ماتت في حناجر
تقطّعت بها حبال الأصداء
إن رأيت الجثث تطفو
فلكم بعثر أشلاءهم الجور
إغتالهم قبل الإنعتاق بنصل المنايا
سرق أحلامهم بالمخاض
تبرأ من دمهم
ولاح بوجه تعود دثار الأقنعة
وإن نجوت وآحتضنتك الضفاف
أو لازمتك الأرصفة
لا عودة لمدن الغبار
لايهم
إن تخطيت البحر
أو غرق كاهلك المتعب على ظهر
الملح
لطالما قضمت أناملك
من الجوع
وصيرك الهامش وجهة للتلاشي...

بقلم حمزة أونسي

ليست هناك تعليقات: