الجمعة، 26 أغسطس 2022

قصيدة تحت عنوان{{لَستُ نَبِياً}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبرى}}


لَستُ نَبِياً
___________________________________
     لاَتَسأل الطَيرَ
  لِمَاذَا حَلّقَ بَعِيدًا وأنتَ
  مَنْ هَدمتَ عُشَهُ الأخضَر  
       ولاَ تَلُمْ المُرتَدَ 
   إنْ ضَلَ  القِبلَةَ  وأنتَ
   مَنْ أجبَرتَهُ أنْ يَكفُر
   سَقَطَ الاسمُ مِنَ الدَفَاتِرِ  
  وسَقطَ القِنَاع فَسَاءَ المَنظَر
  وتَوقفَ النَبضُ المُسَافِرُ  
  والَهِيبُ بَينَ الضلُوعِ  تَبَخَر
   وحَرقتَ أشعَارِي فِيكَ  
   وصَارتُ رَمَادًا تَتَبعَثرْ
  حَملتْهَا الرِيحُ إلى بلاَدٍ ولَيَالٍ
   لاَ شَوقُ فِيهَا ولا حَنينُ يُنثَر
     حَتَى النَبِيذُ في عَينَيك 
      أصبحَ جَمَادًا
   فَكيفَ  الجَمَادُ أنْ يُسكِر
    أينَ طَيفُكَ مِن عَيني
   وأينَ بَهَائُكَ لاَأعرف
  وأينَ العَينُ التِي كُنتُ فِيها 
    دَاومًا. أسَافرُ وأُبحِر
   كَيفَ إنتَهى نَشِيدُ الهَوى
  وقد كَانَ آلاَفِ الحروفِ
    وآلاَف الكُتُبِ يُسَطِر
   لاَ تُذَكِرني بِشَىءٍ بينَنا 
   مَتَى ارتَشَفتَ حَنَاني
  ومَتى احتَمَيتَ بِأحضَانى 
      فَأنَا مُغَيَّبٌ لاَ أتَذَكَر                   
    ولاَ تَنتَظِرُ مِني عِتَابا 
   أنَا لَنْ أُعَاتِبَ مَن يَخُونُ
   ولاَ بِشَوقٍ أنتَظِرُ مَن يَهجُر
   لاَ تَرتَجِي مِني عُذراً 
   أنَا في كَرَامتِي لا أُسَامِح
           ولا أعذٌر
    لَنْ أرتَضِي طَعنَة الغَدرِ 
     في خُضُوعٍ ودموعٍ 
        ونَدماً وتَحَصُر
    صَفعتَني بِقَانُونِ البَشر 
       وأنَا لَستُ نَبِياً
        لِأسَامِحُ وأغفِر
   أنَا لاَ آراكَ أمَامي فَالعَينُ 
      التِي أبصرت الطِيب
     في القُبحِ أبدًا  لاتُبصِر
         فَلاَ تَسألَني 
      كَيفَ نَزعتُ قَلبي أنَا 
  لَم أسألك كَيفَ طَاوعكَ قلبُكَ 
      أن تَقتُلَ الحُلمَ وتَغدُر
          وإنْ كَانَ الكَأسُ
     الذي سَقَيتني مِنهُ مُرَّا 
     مهلاً فَكَأسِي أمرُ وأكبَر
____________________________________

حسام الدين صبرى/ديوان/قال لي سنلتقي 

ليست هناك تعليقات: