مأساة
هذا سكون الليل قد أتى محملا بضباب الهجر
وهاهو الصمت حاصر أفكاري بلهيب الضجر
بدأ الحزن يرتل كلماته المؤلمة على مسامعي
وبدأت رياح الخوف تدندن همسات القهر
أطاحت الأقدار بي وحاوط الشيب أيامي
إنهارت أحلامي وبثقل الهموم ضاق الصدر
ذابت شموع دنيتي ونحيب آهاتي بالأفق
يعلو بالفضاء يعلن هزيمتي ونهاية العمر
أستحضر أنيني وأدون على أوراقي معاناتي
وعلى خدي الدمع غزير وقد بات كالنهر
تبعثرت ونبتت الأشواك في كل درب مشيته
وتناثرت فوق جراحي جموع من الجمر
أعيش الكرب والأرق في كل ثانية من حياتي
ماذنبي من الأيام وكأنني للأحزان بئر
قد كسرت الخيبات خاطري ودائما تقصدني
لاراحة لي في نهاري وليلي أقضيه بالذعر
خاصمتني السعادة واغتال قلبي العذاب
كؤوس السقم أدمت خافقي وداهمني الكبر
خضت معارك مع الجراح غلبتني وجبرتني
أطرز ثوب الموت وأزخرفه بمصائب الدهر
أتوه بالعناوين وقصتي بكاء تدمي الفؤاد
أنوح جرحا عميقا يبقيني في قيد الأسر
انحنت هامتي وتكاثرت في الأحشاء عللي
تود أن تقتلني بسمها وأنا أستعين بالصبر
تمهلي يادنيا أنا من أحسنت حفظ الوفاء
تمهلي لماذا اخترتِني أنا من بين كل البشر
هدتني كثرة الخيانة وأشبعني بذله الخذلان
استقرت بين أضلع جسدي طعنات الغدر
وحيدا أنا أكابر وكأس اليأس يرافق جلستي
لاأعلم هل هي نهايتي أم سيظهر لي الفجر
الشاعر
حسين عطاالله حيدر
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق