الخميس، 29 سبتمبر 2022

مقالة تحت عنوان{{أغلبنا كان يكتب ثم يخفي ما يكتبه}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{محمد طه العمامي}}


أغلبنا كان يكتب ثم يخفي ما يكتبه أو يمزقه ويلقي به في سلة المهملات  .
أغلب الاصدقاء الذين يكتبون ويتحمسون لنشر مايكتبونه 
في المجلات والصحف أو اصدار في دواوين  ويفرحون كثيرا لحظة استدعائهم لامسيات والندوات 
هم اقلنا تمثلا لدفق الشعر وأدنانا ممارسة له في الحياة وامتلاء به .
أما الاصدقاء الذين يعيشون بعمق ويصطلون  بصهده
 فقد كان اكثرهم يفضل الصمت وعدم اقتراف لعن الكتابة .
يوجد شعراء على الورق وشعراء في الحياة .
 ومن كانوا شعراء في الحياة وفي طريقة إقامتهم على الارض كانوا يتبرؤون من صفة الشاعر فيهم
 وكانوا كثيري الصمت .
هناك من يكتب دون ان يعيش التجارب بعمق
 وهناك من يعيش التجارب ويحياها أكثر من اللازم
حتى انه لايستطيع كتابتها .
من الصعب على المرء أن يعيش الاشياء ويكتبها معا.
فجل من عاشوا أسرار الاشياء وفتنتها المربكة مرّوا في صمت 
فالكتابة لم تكن أبدا متعة .
الكتابة ألم ونزيف . تأمل حياة 
 الكتابة ألم لذيذ .
ألم من الصعب تحمله
 ولكن من الاصعب التخلي عنه .
 لذلك مازال الكثيرون يكتبون
 رغم يأسهم من القراء ومن المشرفين 
ومن يدعون بانهم داعمون للكتاب
 ويتجاهرون ثقافيا 
ومن يعتبرون  انهم اوصياء أو نقاد الذين ينتظرونهم في المنعطفات . 
الحياة  أقدس من الكتابة .
ثم اني أشعر أن جل المواضيع قد أستنفدت وكل الرؤى والاساليب  والحساسيات قد استهلكت 
حتى أضحت الكتابة ضربا من اللغو .
فما اجمل الصمت حين يسود الحوار 
هناك من يكتب القصائد الصامتة أو البيضاء .

محمد طه العمامي 

ليست هناك تعليقات: