#المولد الشريف
...
أقلّي لومَ مَن يهوى الغزالا
..
أقلّي لومَ مَن يهوى الغزالا
وقولي في النسيب قد استطالا
ومَن يقوى على نفسٍ تصابت
وقد رأتِ الكواعبَ والدلالا
إذا ترنو بأحداقٍ مراضٍ
رنوَّ الرئمِ يشغفنَ الرجالا
ولو أبدت لشمس الصبح وجهًا
لغالبها وبادرتِ الزوالا
يرى بنعيمها أيامَ بؤسٍ.
عليهِ ويلتقي منها المطالا
بجورِ الحبّ تنسى مَن هواها
وتقطعُ راجيًا منها الوصالا
ومن أمسى وحيدًا دون حِبٍّ
يناجي وجدَ فرقتهِ الهلالا
بربّكَ ماتذكّرنا أمامًا
وأصحابًا لهُ صيدًا وآلا
على آثار أعوامٍ عجافٍ
أتى كالوابلِ الساقي نهالا
به اخضرّت ديارُ العربِ لمّا
رأت بقدومهِ المزنَ الثقالا
سقاها وابلًا من بعد طلٍّ
فأزهرت الورودُ به احتفالا
وقد عُرِفَ الأمينَ أمينَ صدقٍ
فما كانت نبوّتهُ انتحالا
وبين يديهِ آياتٌ عظامٌ
يفوقُ بيانُها العشرَ الطوالا
فما كان امرؤ القيسِ ابن حجرٍ
ليبلغَها وقد بلغ الكمالا
فما انفكت شموسُ الوحيِّ تضحو
وليلُ الشرك ينخزلُ انخزالا
كأنّ لسانهُ سيفٌ صقيلٌ
ترى في حدِّ ناصلهِ اشتعالا
دعا الشبانَ فانقادوا وكانت
قلوبُ الشيب أبطئَها انتقالا
وقد عكفوا على الأصنام دهرًا
وضلوا في محبتها ضلالا
وقد دسوا الوليدةَ في ترابٍ
على ألبابهم شدُّوا عقالا
فعدّلَ كلَّ معوِّجٍ وكانت
ديارُ العرب لا ترجى اعتدالا
رأت بقدومهِ بدرًا منيرًا
هدًى والناسُ لا ترجو الذُبالا
إلى الأقصى المبارك راح يسري
وقد جُعِل البراقُ له الرحالا
أتى الرسْلُ الكرام إليه وفدًا
كأهل الحجّ ركبانًا رجالا
فقُدّمَ للصلاة بهم أمامًا
لأنّ كتابَهُ الأزكى مقالا
فطاف السبعَ والأملاكُ صفٌ
رأوا فيه المهابةَ والجمالا
وقد عاداهُ أقوامٌ شدادٌ
فكان عقابُ شقوتهم وبالا
صعيدُ الأرض قد جعلوا فراشًا
وتذرو الريحُ فوقَهمُ الرمالا
وقد سمعوا البيانَ فما وعوْهُ
وذاقوا من أسنّته النكالا
رياحُ الحربِ يلقاها بعزمٍ
رياحًا لا يحركنَ الجبالا
إذا قال المخاصمُ عنهُ سبًّا
فبيضُ الهند تجزيهِ المقالا
كسرنَ جيوشُُهُ طغيانَ كسرى
وقصّرنَ القياصرةَ الطوالا
وقد ألفت صوارمُهُ الهوادي
كما ألفت هواديهِ القتالا
متى يقدم على حربٍ ضروسٍ
سرى رعبًا ولم يسلل نصالا
جيادُ الصحب إذ ساروا بليلٍ
إلى الهيجاءِ تحسبها رئالا
تخال ظهورها من غير سرجٍ
دماءُ الحربِ تلبسها الجِلالا
كأغمادٍ تغطيهم دروعٌ
وبيضُ الهند تُستَلُّ استلالا
وقد سفهت عقولٌ من أناسٍ
لدن عادوهُ وانتظروا النزالا
تشلُّ رجالُهم رعبًا وكادت
حواملُهم يقتّلنَ السخالا
وقد تركوا الكواعب ثم فرّوا
جيادَ خيولهم حسبوا بغالا
ولا يعفو عن الأعداء إلا
إذا حكمت صوارمُهُ الرجالا
إذا جادت يداهُ فلا يبالي
يخال الفقر وهمًا أو خيالا
أبرَّ على الكرام فلم يُخيّبْ
سؤولٌ يرتجي منه النوالا
تلاقي كلَّ مَن حُرِمَ العطايا
عطاياهُ فلم يعدم منالا
وراجٍ من ندى كفّيهِ سجلًا
أفاضَ عليهِ نائلُهُ سجالا
يبيتُ عن المضاجع قد جفاها
يناجي ربَّهُ الأعلى ابتهالا
ويصبحُ والنوى بادٍ عليهِ
إلى أخراهُ قد شدَّ الرحالا
يسيرُ الزاد في الدنيا قِراهُ
ونفسُ الحرِّ لاتشكو الملالا
يرى الأحباب قد رحلوا إليها
لدار الخلدِ قد ساروا عجالا
جوارُ الله لم يحبب سواهُ
وهاوي الجارِ لايألو انتقالا
صلاةُ الله تغشى كلَّ حينٍ
نبيَّ اللهِ زاكيةً وآلا
تزاحمني الأنامُ عليهِ مدحًا
وأفرَدُ في مدائحهِ هلالا
🌴🌴🌴🌴🌴
🇮🇶 الشاعر عبد القادر الموصلي
🌴🌴🌴🌴🌴
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق