السبت، 15 أكتوبر 2022

قصيدة تحت عنوان{{حوار مع النفس}} بقلم الشاعر اليمني القدير الأستاذ{{صلاح محمد المقداد}}


حوار مع النفس !!..
---------------------------------------

يانَفسَ شدِي ، عَزْمَكِ المَعهُودِ
وامضِي إلى الغايات والمَنْشُودِ .

استعملِي كُلِ الوسائل في المدى
كي تظفرِي نفسي بسحرِ وجُودي .

وخُذِي بها ، كُلِ إحتَيَاطٍ مُمكنٍ
في وجه مَنْ يُثْنِيْكِ عن مَحمُودِ.

وتجاوزِي كُلِ الصعاب فإنها
وُجِدَتْ لتُبْقِيْكِ ،بعهدِ جُمُودِ .

وامشي خُطَاكِ الواثقَاتُ جميعها
حتى تُغِيظِي بالوصُولِ حَسُودِي.

واسعي المساعي الطامحاتِ لعزةٍ
فهُنا السلامةَ لم تَخُنْ مقصُودي .

لاتقبلي بعض الفُتَاتَ مِنْ الورى
فمطامحي تنهى ، عن التَزْهِيدِ .

وخُذِيْ بأسبابِ العلُو بهِمَةٍ
جُبِلَتْ على العلياءِ بالتأكيدِ .

ولتسلكي يانفسَ درباً للعُلى
فطريقكِ ماكانَ ، بالمَسدُودِ .

يانفسَ لاتأتي مَدَى ماشَانَنِيْ
كي لاأعيش العُمرِ ، كالمنقُودِ .

لا تضعِينِيْ في مواطِنِ شُبْهَةٍ
فسُمُو ماأعنِيهِ ، بيتُ قَصِيدِيْ !.

ولا تُمَاهِي كُلِ ماقد هَالنِيْ
فيكون بئسَ الرِفد للمرفُودِ .

لا ترتَضِيْ نفسي بعيشِ مَذَلَةٍ
أو بالخنا يوماً ، بعيشِ رغيدِ .

" قلمي وقرطاسي وحُسن عبارتي " (1) 
لاحقاقِ حَقَ النفس دون مَزيدِ .

أنأى بنفسي عن الصِغَارِ ترَفُعاً
عن كل مايُزْرِي ، بنفس مجيدِ .

أعيشُ عُمري لا أُبالي بالذي
مازهدُوا في المكرِ والتعقيدِ .

ولا أرى لي غير ماأبصرتهُ
والحُسنُ ماأرجُوهُ بالتأكيدِ .

ياغايتي المُثلى التي أدركتها
الفضل للإخلاص في المَجْهُودِ .

ياكُلِ أشيائي التي أهدرتها 
عُذراً عن الإهدارِ والتبديدِ .

ياسلوة النفس التي أفقدها
آهُّ على ماكان ، مِنْ مفقُودِ .

شُرِفْتُ يانفسي بذاتي فَاخِراً
لا بأبي الغالي ،وخيرُ جدودي .

يانفسَ جُودِيْ بالعطايا وابذلي
فمن السخاء ، الجُود بالموجُودِ .

يانفسَ إنَّ الجُود يعرفُ أهلهُ
وفضلكِ ماكانَ ، بالمجحُودِ .

الفضلُ فضلُ الله حيثُ يُريدهُ
وعطاءُ ربي ، ليس بالمحدُودِ .

يانفسَ إنَّ الحُر أوفى ذمة
لا يرتضي خَلفاً ، لأي وعُودِ .

من يقبلُ التطفيفُ فيما اكتالهُ
قد جَاوزَ بالكيلِ ، كُلِ حُدودِ !.

ماكُنتُ نَكَّاث لعهدي في الورى
وشيمتي تبقى ،على المعهُودِ .

والعزمُ والإصرار يُنْبِيْ أنني
مِنْ خِيرَةِ ، الأبرار بالموعُودِ .

ومكارمُ الأخلاق تبدو زينتي
وانْعِمْ بمزرُوعِيْ وبالمَحصُودِ .

لاعاشَ مَنْ يأتي بضُري عامداً
ويُغِيظَهُ أحظى ، بأي سُعُودِ .

ولا لقى مَنْجَاهُ مِنْ أي أذى
من يقصدُ مثلي بشرِ حقُودِ .

يانَفسَ عَزِيْنِيْ على فُقْدِيْ أنا
أسمى إعتبارٍ ، ليس بالمَردُودِ !.

ولا تَضُنِيْ ، بالمواسَاةِ هُنا 
فمُصيبتِيْ ليسَتْ مِنْ المَعهُودِ .

وما إفتقادي في الأنَامِ بهَيِنٍ
ولم يكُنْ في الدهرِ بالمَحدُودِ .

واللهُ مافي العيش خير أبداً
وحياةُ إنسان ، رَضَى بجُمُودِ .

والمرءُ أولى بالتحركِ سَاعِياً
لينالَ مايرجُو ، مِنْ المنشُودِ .

ولا ينالَ المجد فَرداً خَاملاً
ولنْ يُحققُ ، ماابتغى بقعُودِ .

ومن أراد المجد يسعى جَاهِداً
بالبذلِ والإخلاص في المجهُودِ .

وخُلاصةَ الدنيا تقُول : بأنها
ظِلاً قليلاً ، يُمَدَ للمَوعُودِ .

وهو سريعاً ، مايزُول وينتهي
وما كان موجوداً بدون وجُودِ .

صلاح محمد المقداد 

25 - 8 - 2022م - صنعاء -

(1) هذا البيت الشعري ورد في قصيدة للإمام البيحاني طالب فيها الإمام أحمد حميد الدين بإطلاق سراح الزبيري والنعمان من السجن. وقال فيه : 
قلمي وقرطاسي وحسن عبارتي

لله والتاريخ والتمجيدِ . 

ليست هناك تعليقات: