السبت، 22 أكتوبر 2022

قصة قصيرة تحت عنوان{{قطار البصرة}} بقلم الكاتبة القاصّة العراقية القديرة الواعدة{{مها حيدر}}


قطار البصرة

كان ينتظر عند المحطة آملًا رؤية اِبنته مع ابتسامتها ، ليستقبلها بحضنه الدافئ ، توقف القطار  ، نزل الركاب ، لكن لم يجد صغيرته .
 لفت انتباهه موقفً مؤثرً بين أب وابنته وهو يعدها بجميل الوعود فقال :
- مهما حدث سأجوب العالم ، كي أجدكِ.
وقرر ان يمتطي قطار البصرة ، وما إن دلف حتى هُيِّئ له أن  رآى صورة على الأرض لأبنته ، نزل مسرعًا وعيناه تتفحصان الوجوه  :
- هل أنتِ هنا ؟!
وللأسف لم يجدها .. بحث طويلًا وغادره القطار بعيدًا . فقال:
- يا لحظي السئ !!
جلس وقد بدت  ملامح التعب على محياه ، وغلبه النوم فاستسلم له .
- أبي .. أبي !!
أستيقظ متلهفًا : أخيرًا وجدتها !!.
قال طفل: - آآآه … أنا آسف حسبتك والدي .
حضن الولد الصغير ، وقال له بصوت ضعيف :
- لا بأس ، مرحبًا بك .
جاء قطار آخر ، ركض نحوه وركب متسائلا :
- اِبنتي ، انتِ هنا ؟!!
حضنها بشدة ، فرك عينيه ، انها مجرد تهيؤات ، تأسف لحاله ولذكرياته مع صغيرته .
نزلت دمعة على خده ، وقلبه  دامٍ حطمته قساوة الحياة .

مها حيدر 

ليست هناك تعليقات: