السبت، 12 نوفمبر 2022

نص نثري تحت عنوان{{المساء أعمى}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{حاتم بوبكر}}


مساء و مساء

المساء أعمى*
يقطنه التشتّت 
عابث هو الساعة بالعيون 
 رغم ألوانه النارية الزاهية
أعمى العيون فهامت في السماء
لفظت الوجود ومفاتيح الأبواب
تعالت تسترشد بغيوم حبلى بعشق الأرض
المساء مجنون
يمضي بأرضي كعاشق أعمى
لا يرى في الوجود غير تربة كان منها
و وعثاء السفر والرحيل 
أيا راحلا في المساء 
خذ معك فوانيس مساء أعمى
تضيء بها مساء أعمى** البصيرة
عبثت ألوان الغياب بعيونه
خذ معك حرارة الظهيرة
 فبعد المساء برودة الليالي
ضع قلما من أعواد الزيتون
ضعه في رحلك
أيها المساء الأعمى
دوّن الأيام البيض 
طهّر المساء الأعمى الطويل
صغ دفء الليالي السود
بأعين مساء ثمل بجنون أرض عاشقة
اكتب عودة الروح إليها 
هلع القصيد إلى ساحات الوطن

* مفردة أعمى هنا تقترن بأسطورة كيوبيد القائلة بأن الحب أعمى يرمي بسهامه حيث يشاء.
** تحيل الأعمى هنا إلى المساء القاتم وما يقترن به من عتمة و لاانسانية

حاتم بوبكر

تونس 

ليست هناك تعليقات: