رحلة عمري
بين الزهور والياسمين وزنابق القرنفل والفل تذهب يداي وتاتي بتحويل قوارير وفازات وباقات الزهور كلا على صنفه بين تارة واخرى اشم عبق وردة القرنفل القرمزية التي كان لها ومازال ذكرى وانا اتبع خطواتي بهدوء واترنم بين الزهور على الرغم من انني اعشق الزهور الا اانني أسد بها جزءا من رمق عيشي وانا اتأمل أمامي من سيأتي يعطني أموال واعطيه زهوري رائيت خيوط الشمس الذهبية تزه بلونها والأطفال في الحي يلهون بألعابهم حتى ارتطم طفل صغير على الارض تتسارعت خطواتي نحوه ودون ان اشعر ارتطمت يداي في بعضها وسقطت الزهور من يداي وهرعت اليه مسرعا ، مسكته ولكن نبضاتي تسارعت وكاد فؤادي أن يخرج من جسدي حتى مسكني هو أيضاً متشبطا بي وامسك يداه بي يداي بقوه وكانت اناملة باردة وصغيرة وكانه غريق وامسك بقشته وليس طفلا اصابته كرة وسقط ، طفل صغير العينين ولكن براقتان كان الدموع تلألأ في حدقاته أسمر البشرة شعره أسود كثيف، قليل الابتسامة ، حاجبيه متقاربه جدا وكثيفه ، ذات اذانتين صغيرتين لا اعلم كيف يسترق السمع بها ، له خال بني على وجنتيه اليمنى، تبسم ثغره بابتسامة أظهرت لؤلؤة أسنانه كأنه تلك الابتسامة التي عادت بي ذلك الوسيم الذي كأن ابتسامته حبات برد والخال على وجنتيه لطمتني على عيناي انها لست خال لطفل انها خال وضعت به احلامي وشوقي انها الخال الذي اميزه بها . فهمسته باذنه ابن من بصوت مرتجف وقلق لانني لم ارى طفلا رائيته من كان ينبض بفؤادي امامي : وهو طفل لايجيد نطق كل الحروف بطلاقة أنا فلان، من والدك؟ فتعرث بالكلمات مترردا مرعوبا مصحوبا بيأس : أنا لم يكن لي أب، وضعت يديَّ بقوةٍ على ثغره لا تكمل، أنت الذي لك أحن أب، ومن الذي قال لك لي اب ؟ قلت له: أعلم ذلك ورحلت، قد سقطت أنت ياطفل واستطعت أن أرفعك عن الأرض ولكن دموعي التي تناثرت لم أستطع أن أرفعها فسقطت بقوة.
إن أباك ياطفل كان طفلي وسندي كان حبيب فؤادي كنت أنت كما هو في الصغر، كم كان وجهك وسيماً، رأيت في طفله حبي رأيت في عينيه سنيني رأيت في قوله: لم يكن لي أب.
أبوك متعلق في الماضي، كانت مسرحية الواقع كوميدية بشكل هزلي إلى الحد الذي جعلها مسرحية تمتاز بسخرية التراجيدية.
أما ماضيه في خيالي فهو يحتضن حبي ويلفلف أحزانه ويرمي بها في عينيّ، ونبتسم سوياً لأننا روح واحدة ننطق نفس الكلمات ونحزن لأن الممثل ترك حبيبته والموسيقار أصاب حباله الصوتية المرض، ونتجادل على كافكا، ونقف نصفق لبائع القهوة، ونقدس شمعتنا لأنها تجمعنا
وكل ما وددت ان اوقد شمعتي يداي تمنعني ولكن الشمعة تبكي في مواقدها دون ان تلمسها نار وتقول انا ايضا لا اود ان توقديني لاني اشتقت ان تكون نار شوقكم التي توقدني فكانت يداكم هي التي تداريني من الانطفاء انير لنفسي من قربكم وحبكم انا حقا اشتقت ان تعلنوا الحب بلهفة بجانبي ، وقفت أمام شمعتي بعد أن رأيت طفله وسقطت دمعتي عليها وقلت انني رائيته شيء منه ليس هو فقالت على الرغم من انني لن اوقد نفسي واضيء حياتك الاانني شعرت بالفرح لأنني قلت لي انك رائيته دون أب فهو قال لك ذات همسه وانا خير برهان لكم انك انت من سيسكن فؤادي أما من سكنت منزلي فهجرتها وهجرت حياتي وطفلي في المهد وهجرت جسدي وتركت روحي عندكِ ألم تذكري انه كان يردد لكِ لو ان جسدا غير جسدكِ يمسني دون الشعار شريت
انتصرت قلوبنا على الأقدار في ذلك الوقت، أما الآن فأنا على رفوف التناسي أجده، وهو على رفوف الحزن يجدني.
ظلال حسن/العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق