حزن ...!!
_______
حتى البحرُ الأبيضُ مثلي ...
صارَ سوادْ
حتّى النجمةُ في مهجتها
تبكينا بكثير دموعٍ
رُغمَ بعادْ
حتى الطفلةُ في غُرَّتِها ، وجدائلها
و ضفائِرهَا
تبدو حيرى ...
مذعورةَ قلبٍ ، يخفق فيه الخوفُ
الراجفُ، صار جنوناً ، صار سُهادْ
حتى الحجرُ النسكن فيه ...
فيه الحزنُ الرَّاجفُ فينا ...
صار قَتَادْ...!!
***
تهتزُّ الأرضُ ، بما زرعتْ
و تميد الارضُ ، و ما حصدتْ
لكأن القمحَ ، العنبَ ، القصبَ
شتتنا ، بعثرَ فينا الأملَ الرائعَ
في كُلّ الأبعادْ...!!
كيف نخبئ
هذا الخوفَ القابعَ فينا
حَرَّاً ، جمراً ...
كَومَ رمادْ ...؟!
***
زلزالٌ ، جرّحَ شرياني
زلزال قد هَدَّ كياني
هزَّ عميقاً في وجداني .
لكأني...
سربُ فراشاتٍ تاهتْ
و تلوَّتْ فِيَّ ...
عصفتْ روحي
سكنتني وجدانَ جروحي
نصبتْ فيّ خياماً لَهفَى
و بلا أوتادْ
أين قلوبٌ في غفوتها .
ماتتْ جهراً ، سراً ماتتْ
موتَ السيفِ مسموماً
نصلاً و نجادْ
رعبٌ فينا ، خوفٌ ، هَلَعٌ
لكأن الواحدَ منا ألفُ حنينٍ ...
كلُّ أنينٍ
من هول الفزعِ النابضِ يبدو
شوكاً ، و خّازا ، و قَّادْ
كلُّ جراحِ الدنيا نزَّتْ
جنَّتْ ، نادت في لهفتا طفلاً
نزفته حزناً و رديَّ الخفقِ
يتوجّعُ ...
من غيرِ ضمادْ
ما هذا الخوفُ القابعُ فينا ...؟؟
يسكنني قهراً ، مثلَ الزيتونِ
يحرقني في جفنِ عيوني
يجعلني مثلَ الغيماتِ
تمطرني أحزاناً شتّى
و ننام
من غير وِسادْ
ماهذا الموتُ يأكلنا
يجعلنا
خشبَ التابوتِ
يجعلنا
أكلاً لجرادْ....!!
ما هذا الوجعُ النازفُ فينا
يرمينا ، قهراً ، موتاً ،
يجعلنا ، ثوباً لحِدَادْ ....؟
هذا البحر الأبيض مثلي
صار سواد ....!!
سهيل أحمد درويش
سوريا _جبلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق