السبت، 18 فبراير 2023

قصيدة تحت عنوان{{حزن}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{سهيل أحمد درويش}}


حزن ...!!
_______
حتى البحرُ الأبيضُ مثلي ...
صارَ سوادْ 
حتّى النجمةُ في مهجتها 
تبكينا بكثير دموعٍ
رُغمَ بعادْ
حتى الطفلةُ في غُرَّتِها ، وجدائلها 
و ضفائِرهَا  
تبدو حيرى ...
مذعورةَ قلبٍ ، يخفق فيه الخوفُ 
الراجفُ، صار جنوناً ،  صار سُهادْ  
حتى الحجرُ النسكن فيه ...
فيه الحزنُ الرَّاجفُ فينا ...
صار قَتَادْ...!!
***
تهتزُّ الأرضُ ، بما زرعتْ 
و تميد الارضُ ، و ما حصدتْ 
لكأن القمحَ ،  العنبَ ،  القصبَ 
شتتنا ، بعثرَ فينا الأملَ الرائعَ
 في كُلّ الأبعادْ...!!
كيف  نخبئ 
هذا الخوفَ القابعَ فينا 
حَرَّاً ، جمراً  ...
 كَومَ رمادْ ...؟! 
***
زلزالٌ ، جرّحَ شرياني 
زلزال قد هَدَّ كياني 
هزَّ عميقاً في وجداني .
لكأني...
سربُ  فراشاتٍ تاهتْ 
و تلوَّتْ فِيَّ ...
عصفتْ روحي 
سكنتني وجدانَ جروحي 
نصبتْ فيّ خياماً  لَهفَى 
و بلا  أوتادْ 
أين قلوبٌ في غفوتها .
ماتتْ جهراً ، سراً  ماتتْ 
موتَ السيفِ مسموماً
نصلاً  و نجادْ
رعبٌ فينا ، خوفٌ ، هَلَعٌ 
لكأن الواحدَ منا ألفُ حنينٍ ...
كلُّ أنينٍ
 من هول الفزعِ النابضِ يبدو 
شوكاً  ، و خّازا ، و قَّادْ
كلُّ جراحِ الدنيا نزَّتْ  
جنَّتْ ، نادت في لهفتا طفلاً
نزفته حزناً و رديَّ الخفقِ 
يتوجّعُ ...
 من غيرِ ضمادْ 
ما هذا الخوفُ القابعُ فينا ...؟؟
يسكنني قهراً  ، مثلَ الزيتونِ 
يحرقني في جفنِ عيوني 
يجعلني مثلَ الغيماتِ 
تمطرني أحزاناً شتّى 
و ننام  
من غير وِسادْ
ماهذا الموتُ يأكلنا 
يجعلنا 
خشبَ التابوتِ 
يجعلنا
أكلاً لجرادْ....!!
ما هذا الوجعُ النازفُ فينا 
يرمينا ،  قهراً ، موتاً ، 
يجعلنا ، ثوباً لحِدَادْ ....؟
هذا البحر الأبيض مثلي 
صار سواد ....!!

 

سهيل أحمد درويش

 سوريا _جبلة 

ليست هناك تعليقات: