لاجيءُ إلى عينَيكِ
_________________________
أنا كُلي لَكِ فَلاتُبقِي مِني
شَيئاً بِغَيرِ احتِلاَل
أنا كَما الطَيرُ فَلا تَترُكَيني
أسبَحُ في الظِلاَل
زيديني بِالذِي يُحييني ويَقتُلَني
زيديني سَفراً وارتِحَال
إني طَلبتُ اللجُوء إلى عَينَيكِ
بعدما ضَاقت مُدُني
وسُحقت بِصَدري خيرُ الأمَال
فَابقِني عَلى شَواطِئِها
إني تَعبتُ
منَ السُكنَةِ بينَ الجِبال
وتَعبتُ منَ الليلِ الذي يَجلدُ
ومنَ النهارُ الذي
لاَ رجاءُ فيهِ ولا وِصَال
قَضَيتَ العُمرَ أُمَثلُ
دَورَ المُنتَشِي وأنا مهزوما
مقهُورا في دنيا الأهوال
وكَم استَعرتُ من دفاترُ
الأفراحِ المُكفَنَةِ
قصائدُ لأنثُرُها بينَ الناسِ
وكَم خَانَنِي الإرتِجَال
أنا لاأُريدُ بحراً ولاأريدُ قصراً
ولاأريدُ شِعراً قبلي لَم يُقَال
أريدُ صدراً يؤويني
أريدُ قَلباً يَحمِيني
أنا لاأريدُ شيئاً منَ الخيال
خُذيني حُراً خُذيني أسيراً
فَأنتِ سمَائي وأنتِ
السِجنُ والأغلال
خُذيني صَيفاً خُذيني مطراً
ورعدا وبرقاً خُذيني
مزَاجيُ مُتقلبُ الأحوال
ولا تسأليني عن عمرُ مضي
وهبتِ لي الحياة فَكيفَ أذكُرُ
لحظَاتُ الإغتيَال
أنا لاأكتفي بكِسرةً من خُبزكِ
فَهدني قَمحُ عَينَيكِ
واهديني
الزَيتُونَ والغُصنِ المُحَال
لِعَينَيكِ زَكَاةً واجِبَة
وإطعَامُ الفقِيرَ عَينُ الحلال
لكِ في مَالم يَكُن لأحدٌ
لكِ الصَدرِ والضلوعِ والدمُ
والحَاضرُ والأطلال
فَازرعي في صحَرائي ورداً
واسكُبي عِطرُك على جسدي
وأطفئي حَرَّ الرِمَال
اسقِني رشفةً من كَأسِكِ
فَبالقليلُ منكِ أرتَوي والقليلُ
مِنكِ عَينُ الكمَال
زيديني من كُل شيء فَأنَا
فأنا حبيبتي بلا شيء
ورِفقًا بفقيراً كَم ضاقت
بهِ الأحوال
إن كانَ حُبكِ تَوبةً زيديني
زيديني إيمانا
وإن كانَ حُبكِ ذنباً زيديني
زيديني ضلال
______________________
حسام الدين صبري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق