السبت، 18 مارس 2023

قصيدة تحت عنوان {{من تحت الرّكام}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{رفا الأشعل}}


من تحت الرّكام ..

زمان  أراهُ  قسا   لا يلينْ
وأمجادُ قومي تضيعُ تهونْ

سأبكيكَ  يا  وطنا  مزّقوهُ
وكادوا له والحديث شجونْ 

وبينّ الجوانحِ  حزنٌ  تناهى
وبينَ الجفونِ سحابٌ هتونْ  

يكيدُ الأعادي بأرض بلادي 
وما من مغيثٍ وما من معينْ 

وبعدَ الحروبِ وكلّ الخطوبِ
الّتي قَدْ توالتْ علينا سنينْ 

تجيء الزّلازل تحصد قوما 
تعلّمهم كيف  فتك المنونْ

وتحتَ الركام  نفوسٌ  تعاني 
وقدْ فَقَدَتْ  كلّ شيء ثمينْ 

تهاوتّ مبانٍ وكلّ الأماني 
لقومٍ  حيٓارى  بليلٍ  حزينْ

فهذا  ينوحُ  لفقدِ  عزيزَ
وذاك قضى في الحطام دفينْ   

وأشباح موتٍ تجوبُ البراري 
تديرُ كؤوسَ الرَدى كلّ  حينْ

وشدو  البلابلِ  صارَ  نواحًا
وأخرسَ هذا الدّمار اللّحونْ

وحال جمال زهور الرّوابي 
 وتحت الرّكامِ ذوى الياسمينْ

أيا وطنا  مزّقتك  المآسي
ودهرُك  بالأمنياتِ  ضَنينٌ

بكَتْ في السّماء النّجومُ الدّراري 
وتركضُ في الأفقِ سحبُ الشّجونْ 

وتصرخ  فينا  دماء  الجدود
وعزّةُ  قومٍ  من  الخالدينْ 

تقولُ كفاكمْ بكاء  وحزْنًا 
فأصعبُ ما كانَ خطبٌ يهونْ

لننهض من تحت هذا الرُكام 
وننفض عنّا  غبار السّنينْ  

ركامُ  الزّلازلِ  عبء  ثقيل
وأثقل  منهُ  قريبٌ  يخونْ 

أرى اليأسَ سيفا يشلّ الأيادي
وفي اليأس  موتٌ ألا تدركونْ

تهون الرّزايا على المؤمنين
فصبرا  ومهما الزّمانُ يخونْ

ولا تتركوا  وطنًا  وبيوتًا  
إلى غربةٍ بيتَ ذلٍّ تكونٌ 

لننس  مصائبَ قد أوجعتنا 
هو الدّهرُ .. بعدَ الشّدائدِ لينْ

                         رفا الأشعل 

ليست هناك تعليقات: