الثلاثاء، 4 أبريل 2023

قصيدة تحت عنوان{{هل كان ذنباً}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{حيدر باسم الهلالي}}


هل كان ذنباً 

هل كان ذنباً ما جرى أم أنَّهُ
وطنٌ من الأوجاعِ يعلو أنُّهُ

غلبتْ قُراهُ على قِراهُ فهدّمتْ
وسقوفها لمن ابتناها سِجنُهُ

أجلى جواهُ بكلّ بؤسٍ ممكنٍ 
واشتدَّ من بين المدامع حزنُهُ 

هل كانَ ذنباً ما استحالَ حقيقةً
وطنٌ  جفاهُ من النوائبِ  أمنُهُ 

فالليث في الغاباتِ عافَ عرينَهُ 
والطّيرُ في الفلواتِ قُزَّمَ وكنُهُ 

والدينُ صارَ  بلا هدىً  وهويّةٍ 
فكأنّما اللادينُ فيه وضمنُهُ 

قلبي فراتيٌّ  شديدٌ حزنهُ
والهطلُ  من شحٍّ جفاهُ مزنُهُ

لمنَ الديارُ وأهلُها غرقى بها 
غرثى الطوى والكلُّ مزرٍ شأنُهُ 

والشامُ صامتةٌ على آلامها 
والضربُ حَينٌ حانَ منه حينُهُ 

قد زلزلتْ  فالأرضُ تبلعُ ريقَها 
وأسى نوائبها تضاعفَ وزْنُهُ 

قد زلزلتْ ويد القيامةِ لوّحتْ
والكلُّ فيها  قد  تغيَّر لونُهُ

هل كان ذنباً ما افترتهُ فمُحّصَتْ
عنها الطمى أم للمعذَّب دَينهُ 

يا رب رحماكَ انتصرْ لهمومنا 
ليكنْ لنا وطنٌ عزيزٌ حِصنُهُ

وطني جهنّمُ أهلهِ فمتى يرى
من عاش فيهِ جنّةً هيَ عَدْنُهُ

حيدر باسم الهلالي 

ليست هناك تعليقات: