الجمعة، 19 مايو 2023

قصيدة تحت عنوان{{لاتسألني}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبري}}


 لاتسألني

_______________________________
                 
لا تسألني كيفَ غدوتُ 
 بلا عشقٍ وبلا حنين 
وكيفَ  غفوتُ  مُتعباً 
 وأبيتُ  الليلَ  والأنين
لاتسألني كيفَ نَسيتُ 
     نشيدَ عينَيك
وحزفتُ قِصتَك من كُتُبِ
       العَاشقين
غردتُ طيرا في هواكَ 
ولَم أكُن أعرفُ أنَ سماءَك
  هيَ السيفُ والسِكِين            
ساقتني عينَيك إلى الذبحِ 
        فأبيتُ النحرُ
فلا أنا اسماعيل ولا أنتَ
          إبراهيم 
تَلوتُ فيك الآيات والأسفَار
       والإصحَاحَات
  فَلا كنتُ منَ الغَافلين 
ولاَلَحقتُ  بركبِ الذَاكرين
لَيت هواك ماحَلَ يوما بقلبي 
تَجرعتهُ مُرا وبِصَدركَ حجرٌ
          يَأبَى أن يَلين
وكأنَ الهوى كُفرُ وجُرمي أني
 كنتُ فيك منَ المُتصوفين
لاَتسل عنِ الهُدى في يميني
 فَمن سقيتهُ الكُفرَ غَدَ فيكَ
         منَ الأثمِين
 أوقفتُ نهرَ الشعر ومَللتُ 
    مَللتُ ليلَ الزَاهدين
أيقنتُ  أنَ  التصوفَ كُفرٍ 
          إن كانَ
في عينٍ بلا مذهبٍ وبلا دين
 إن كانَ الممدوحُ بَغِياً فما
       عُذرَ المُنشدين
ولّيتُك العرشِ وقلّدتك القلاداتِ
    والأوسمةِ والنياشين
         اليوم أُجَرِدُك
من كُلَ ألقابِ الهوى وانتَزعُك
وإنْ كُنتَ عِرقا وإن كُنتَ وتِين 
   إن غزت الأمطار شموعا
      مايتبقى منَ الضياء
وإن حملت الريحُ قلبًا لا تَنتظر
     عودته ولو بعد حين 
متَى نثرت الريح شيئا ثُم 
       عَادَ معَ. العائدين
 أدركتُ أخطائي وتعلمتُ
 سَأسلُك دروب  الراحلين
         فلا تنتظرُ
عودةُ  الطير باكياً يَشكو لكَ
        ظمأ السنين     
ولن ألعنُ قلبي الذي أتاك 
    باكيا بغرامِ المُتعبين
واستأمنك على هواه وظنا
       أنك أنتَ الأمين
  أنا لستُ بآسفٍ على شيءٍ 
 فلا أسفُ على عشقٍٍ أبدا ،
    طُوبى لكلِ المُخلصين  
وتباً لكلِ جاحدٍ أحلَ الكذب 
واستباحَ  خداعُ الصادقين
لاتسلني كيفَ تحولَ مجرى النهرُ
وكيفَ احترقَ الشعرُ بصدري 
وبقياهُ أصبحت صمتُ حزين 
وإن تحول المديحُ إلى جلدٍ 
           لاتعجب
وانظر  لمرآتكَ  سترى
         مالم أراهُ
حينَ كنتُ من العاشقين
الآن رأيتهُ  الآن  أدركته  عليك 
أن ترى  نفسك  كما هي كفاكَ
     كفاكَ  بكاءَ المظلومين
_____________________________
حسام الدين صبري/
أخر ماتبقى من الشعر

ليست هناك تعليقات: