الخميس، 20 يوليو 2023

قصة قصيرة تحت عنوان{{المباراه}} بقلم الكاتب القاصّ المصري القدير الأستاذ{{رزق جادو}}


قصة قصيرة
                ( المباراه)
بقلم الشاعر والقاص الفنان رزق جادو .
 مصر ..دمياط

اعتاد يوسف ان يذهب كل ليلة
 الي المقهي بعد
الانتهاء من عمله حيث كان يلتقي باصحابه وكانت المقهي تقع في وسط المدينة وتمتاز بعمالة نظيفة واسعار متوسطة و ملتقي لكل الناس من كل الطبقات وهي ملكا لرجليين  شركاء في المقهى .. رجل يسمي عم مسعد .. والثاني عم حسن  .. كانت الناس تنتظر يوسف كل ليلة علي المقهي ليشكون له عن مشاكلهم  الخاصة وذلك لانه كان يعمل صحفي في جرنال كبير وله علاقات داخل المحافظة واقسام الشرطة والمستشفيات وغيرهم لانه كان محبوب ومتواضع ويخدم كل من قصده بخدمة وفي ذات ليلة دخل يوسف الي المقهي والقي السلام علي الجميع ثم القي السلام علي عم مسعد . ولكن عم مسعد لم يرد عليه . وكان وجهه عابث وحزين . فذهب اليه يوسف وسأله  مابك  ياعم مسعد فرد عليه مافيش اتركني في حالي انا مش عايز اتكلم مع احد في هذه الليلة السوداء . كفاية حرق الدم اللي انا فيه .. بعد قليل سياتي واحد يحرق دمنا بزيادة ويخسر يحفل علينا . لوسمحت يااستاذ يوسف اتركني واذهب اجلس مع اصحابك .. فتركه يوسف وذهب  الي الطاولة التي يجلس عليها اصحابه والقي عليهم السلام وكانوا خمسة من الاصحاب هم مازن واحمد ومجدي وشوقي وابراهيم  .ثم نادا يوسف علي عامل المقهي وكان يسمي شيكو  .. وطلب منه شاي وبعد دقائق احضر الشاي ثم ساله يوسف ماسبب حزن وغضب عم مسعد . فضحك شيكو بطريقة غريبة وطال في الضحك .. فاندهش كل من علي الطاولة وسألوه ايه الموضوع فقال الموضوع هو انه كان اليوم منذ ثلاث ساعات مباراه كورة قدم في بطولة الكاس وانهزم الزمالك ومن هنا عم مسعد حزين ومهموم لانه زملكاوي صميم يعشق الزمالك ..  وانظروا هو معلق بنر كبير به صورة فريق الزمالك تحتل مكان كبير من حائط المقهي  ..  وفي مقابلها عم حسن شريكه الآخر  معلق بنر كبير به صورة فريق الاهلي .. لانه اهلاوي صميم ..وطبعا بعد قليل سياتي عم حسن  ليستلم ورديته .. لكنه قبل ان يستلم لازم يمسي علي  عم مسعد ببعض الكلمات التي بها سخرية علي المباراه وكمان  ممكن يوزع علي رواد المقهي الاهلاوية مشروبات ساقعة علي حسابه  الخاص فاندهش يوسف واصحابه من هذا الكلام وعرف يوسف سبب حزن عم مسعد .. وقال مازن لماذا  كل هذا التعصب الاعمي وعدم احترام شعور الاخر .. وقال احمد الزمالك دايما مغضب جمهوره  باستمرار الله يكون في عون جمهوره .. وقال مجدي هي البلد ناقصة تفرقة مش كفاية اللي احنا فيه الحمد لله انا مش بحب الكورة .. وقال شوقي انا اهلاوي والاهلي اصل الكورة  نادي البطولات ونادي القرن  ..ومافيش نادي يقدر ينافسنا .. وقال ابراهيم انا زملكاوي والزمالك نادي عريق وهو مدرسة الفن والهندسة  من زمان  .. لكن حظه سئ لكن الاهلي دايما بيكسب بالحظ لانه محظوظ والحكام احيانا  بتساعده .. فثار شوقي عليه وقال له كيف  تتكلم عن الاهلي بهذه الطريقة ده الاهلي عمكم وحارق دمكم . وفي المقابل رد عليه ابراهيم بانفعال وبدا صوتهم يعلوا وتدخل الكثير من الجالسين من رواد المقهي  وزاد الكلام والجدال واصبحت المقهي في معركة بين فريقين من روادها فريق زملكاوي .. وفريق اهلاوي .. وكاد الامر يصل الي التشاجر بالايدي والكراسي .. لولا تدخل يوسف وبعض الاشخاص .. وتمكنوا في انهاء المعركة .. وبعد ان هدا الجميع  .. ذهب عم مسعد الي يوسف وقال له لوسمحت اريدك علي انفراد .. فقام معه يوسف وقال نعم ماذا تريد مني ياعم مسعد فقال انا اريد منك خدمة .. وهي ان تكتب في الجرنال اللي بتشتغل فيه
وتوصل صوتنا للإعلام 
 ان جمهور الزمالك كله غضبان ولم يشجع الزمالك بعد اليوم ..  وسوف نشجع نادي آخر بدلا منه  .. لان الزمالك لم ينصف جمهوره ..  وخرج من الكاس ومن البطولة الافريقية وكمان مش هياخد الدوري .. فقال له يوسف هذا مستحيل لانه رأيك الشخصي وليس رأي كل جمهور الزمالك .. انا آسف هذا موضوع لم اقدر اخدمك فيه ياعم مسعد .. فغضب عم مسعد وقال يعني مافيش فايدة .. مافيش واحد قادر يحس بي أبدأ .. فالح  بس ياعم يوسف تكتبلي في مواضيع في الجرنال ملهاش اي اهمية .. ولما قصدتك في خدمة تتخلي عني .. ولفت وجهه غاضبا ونادا .. واد ياشيكو .. هات لي قهوة سادة  .. وبعد قليل حضر عم حسن  الشريك الثاني .. فقام يوسف اليه علي الفور وحكي له عن ماحدث وقال له لوسمحت لاداعي للكلام عن الكورة في هذه الليلة .. لان الامر متوتر بين كل من بالمقهي وبالفعل لم يتكلم عم حسن عن الكورة مراعاة لشعور شريكه .. وكل من بالمقهي من الزملكاوية وفي اليوم الثاني باليل ذهب يوسف واصحابه الي المقهي كالمعتاد  ثم تفاجئوا جميعا عندما شاهدوا ان البنر الكبير الذي به صورة فريق  نادي الزمالك ..
مغطى بستارة من القماش باللون الحزين مكتوب عليها هارد لك  جمهور الزمالك  العظيم الوفي على مر السنين ..
المباراه  ..قصة قصيرة 
بقلم الشاعر والقاص الفنان رزق جادو..

 مصر ..دمياط 

ليست هناك تعليقات: