الأربعاء، 5 يوليو 2023

قصيدة تحت عنوان{{دعيني أتأمَّل}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبري}}


 دعيني أتأمَّل

------------------------------------------
       دَعِينْي أَتَأمَّلْ 
أنَامُنذُ زَمَنٍ  بَعِيدٍ بِحَاجَةٍ 
         إلَى التَأمُلْ
  وبِحَاجَةٍ  إلَى  عَينَينْ
  فِيهِمَا أولَدُ وفِيهِمَا أرحَل
وبِحَاجَةٍ إلَى وَطَنٍ غَيرِ الوَطن
 وإلَى شَمسُ غَيرِ الشَمسِ
      وبِحَاجَةٍ أنْ أشرَبَ 
 مِنْ كَأس عَينَيكِ حَتى أُثمَلْ     
          دَعَيني أتَأمَلُ
 وأُعِيدُ بِنَاءَ أشعَاري وأعِيدُ  
      بِنَاءَ حِسي المُهمَل
مَاكَانَ لِي غَيرُ النَظرةِ العَابِرَةِ 
          والآنَ أتَأمَل
            فَاترُكِيني 
  فِي دُنيا عَينَيكِ أعيش 
           اترُكِيني
في شَوَاطِئهَا أبحَثُ وأتَجَول 
   إنِّي رَأيتُ البَهَاءَ والضِيَاءَ 
والصَفَاء ورأيتُ  قِبلَةُ الحُبَّ 
         وهِيَ تَتَحَول
  رَأيتُ فِيكِ عَودَةَ الفَجرِ
  ورَأيتُ الَليلَ وهوَ  يُقتَلْ
       يَاامرَأةُ خُلقَت 
لِتَعِيشَ فِي جِلدِي وفِي قَلبي
      وفي قَلبي تُزلزِل
يَا امرأةً خُلقَ  لَهَا الحُبُّ ولَهَا 
   أنْ تُعطِي ولَهَا أنْ تَبخَلْ
           دَعِيني أبكِي 
    إنِّي بِحَاجَةٍ إلَى البُكَاءِ 
             أمَامكِ
عَلى مَاضَاعَ مِني دُونَ أنْ أسأل
       غَزَوتُ ألفَ امرأةٍ 
 ومَاكُنتُ أعرِفُ مَاهوَ التَأمُل
   كَانت تَحمِلُني شَوَاطِئهُنَّ 
     مِن بَحرٍ لِبَحرٍ أرحَلْ
وحَسِبتُ نَفسي مِنَ  العُشَاقِ 
  والأحَرى أنَنِي كُنتُ أتَسَولْ
  طِفلٌ يَشرَبُ مِنْ ألفِ صَدرٍ
 ومِنْ كُلَّ جَزِيرةً كَانَ. يَأكُلْ
 ويَبقَى الظَمأُ ويَبقَى الجُوعُ
    فِى قَلبٍ يَتِيمٍ يَتَسول 
 أنتِ مِنحَةُ الأمانِ  والدِفءِ
      لِقَلبٍ مُشَرَّدٍ ضَائعٍ أنتِ 
          مَسكَنُهُ الأمثَلْ
   دَعِيني أتكلمُ عَنكِ فَحِينَ
              رَأيتُكِ
      كُلُّ شَىءٍ قَد تَحَول 
تَحَوَّلَ صَوتُ الطَيرِ على الشَجرِ
 أصبحَ يُطرِبُ. أصبحَ أجمَلْ
           وكُلُّ صَبَاحٍ 
      يَأتِيني  بِرَبِيعٍ بَاسِمٍ
  ووَلَى الخَرِيفُ الذِي كَانَ
              يَأكُل
     دَعِينى  أكتُبُ  اسمي
        بَينَ العُشَاقِ
 وأُعلِنُ الحُبَّ دونَ أنْ أخجَل
     وأزرَعُ أحلَامًا جديدةً
وحُقولًا جديدةً  وأعلِنُ مِيلاد
          عِشقِي الأول
    وأرسُمُكِ  بِلَونُ حُبِّي 
 يَاامرأةً مَالها عَلى الأرضِ
            بَديل
 يَا أجمَلَ مِمَّا كُنتُ أتَخَيل
   دَعِينى أُسميكِ اسمًا جديدًا 
     وأمنَحُكِ لَقبًا جديدا 
 أنَابِتنصِيبكِ  اليومَ مُخَوَّل
            سأعطِيكِ
 مَاتَستَحِقين فَلاَ تَحزَني عَلى
  مَاضَاعَ مِنَ العُمرُ الأوحَل
دَعِيني يَاطِفلَتي أُقدِّمُ حُبي
وأشواقي حَلوىَّ. إلى عَينَيكِ
وأستَعِيرُ  كُلَ جَميلٍ  لأهدِيهِ 
  لِطِفلَةُ هيَ الأرَق و الأجمَل
           واُضِيفُكِ
   مَذاقًا  جَديدًا لِلكَأسِ
 ومُفرداتٍ  جديدةً في الشِعرِ
   وزَهرةً فَرِيدةً بَينَ الزهورِ 
       لاَ تَجِفُ ولا تَذبُلْ
            وأحِبُكِ
 بأسلوبي، فَكُلّ طقُوسِ
        الحبِّ لاَتَكفِي
 وإن عِشت ألفَ عُمرٍ أطول
        دَعيني أتَأمَل
 أنَا مُنذُ  زمنٍ  بَعيدٍ  بِحَاجَةٍ
          إلى التَأمُل
•••••••••••••••••••••••••••••••••
حسام الدين صبري/
أخر ماتبقى من الشعر

ليست هناك تعليقات: