مراثي في عزلة
الماء...
أعتذر عن عدم إنتمائي
لهذا المكان
أنا المعفّر بغبار السنين
والبيت نبراس منطفئ
خطف ضوءه لصوص ليل
لا يعمره غير الجوع والفراغ
كأنه مطحنة قديمة تبتلع
ثلج الحضور
وتبلّل الكلام بعرق المشرّدين
أبي كان جنديا ربح حربا
وخسر كل الحقوق
مات ليحيا العفن
ترك إبنا ضالاّ لا يملك
رغيف خبز
وطفل الوزير صحائفه ملأى
بالنضالات المزيّفة والدرر
أعتذر عن أوراق هوية
لا معنى لها
أبي ما إغتاله رصاص العدوّ
قتلته نيران صديقة
بعد الإضمحلال
قضى نحبه لا يكسب ثمن
علبة دواء
أعتذر عن كل شيء
عن الجراح الدفينة
عن شحّ سماء
عقيمة
ومعارج قلب موصدة
وممرّ أحلام تسرّبت بإتّجاه مخيلة
متعبة
لتفضح خسارت عمر قابع
في طيّات حضيض
عن ودّ باغته المحو
والترك
دقّ باب مفلس على وجه الخطأ
نديمه الصمت والحزن
أعتذر عن وليمة عرس
آلت لسواي
لأقدّ من فرحها مأدبة يأس
وأنطوي بخذلان حياة...
بقلم حمزة أونسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق