( رسالة من ولدي المهجر- 1)
السلام عليكم
أشتقت لكم ياوالدي
بكل ماتحمله العبارة
من معنى
فالحياة بلا أهل وعزوة
بلا معنى
عبرنا البحر
يحدونا الامل
أننا نتجة
الى حيث السعادة
ونرمي خلفنا
دهورا من قهر
لكن حقائبنا
لم تكن تحمل
روح السفر
طريق الخلاص
محمل بجميع أنواع المخاطر
أقدامنا الموحلةِ بالطين
وملامحنا
بدأت تقسو بعد لين
نمشي تتبعنا النسور
فلحومنا مائدة شهية لها
يلتصقُ البعوضُ بأجسادنا الدًبِقة
من ملح البحر وسكر الأشجار
رطوبة البحر تلفح وجوهنا
وتشقق بشراتنا
لاشمس تشفع
ولا الريحُ تنفع
نتوقفُ ونمضي
والوقت كان بنا يمضي
توا عبرنا الماء
لكننا عطاش
نصطفُ كأطفال الفصل
اذا ما هددنا الخوفُ بعصاه
تتشابك أيادينا
وقلوبنا تهفو الى الحرية
أحيانا
ننزوي الى ظلً الأشجار
او نحتمي بجدار
تنهش جلودنا الحقائب
وتخنقنا الأتربة
وغبار الرهبة
من المجهول
القادم
من مفترقات طرق الغابات
المعبدة بالخوف
صرنا عناوين للأخبار
حين يغمض الليل جفنه
نختبيء طالبين من حامل الأحلام
أن يهدينا حلما بالخلاص
ونهاية سعيدة
نجبر مشاعرنا على الأكتفاء
ونتمنى في أنفسنا
أن نمتلك قبعة الإخفاء
لتحمينا من الاعداء والأصدقاء
أما عن فجرنا
فهو المتسع الوحيد
لأخذ نفس طويل
وهو الوجهة لبداية
تهدينا بطاقة هوية
أو يبتسم لنا الحظ
فنحصل على جنسية
وطالعا مطمئنا
وصعودا للنجاة
لا يحتمل النزول
قبل أن يغمض بنا الليل
جفنه
ويرخي سدوله
ونصير عنوانا
لآخر الأخبار
..............
( رسالة من أبني المغترب -٢)
قل لهم يا والدي
أخبرهم
أننا هنا لسنا ملوك
ربما يكون أحدنا صعلوك
لكنه على ألاقل أمين
وقلبه مستكين
أخبرهم عن الوطن
عن لحظات الصدق التي فقدناها
عن قطرات الدمع التي ذرفناها
عن السوء و المظالم
عن حروف القصيدة الماجنة
في حظرة السيد الحاكم
هناك حيث لا يعلم أحدنا
كيف هو المصير
وما هو دوره في الفصل الاخير
كنا يا والدي نعيش وكفى
أما ها هنا
في أرض المنفى
لا أحد يجبر الحالمين على الحلم
ولايحاسبون عليه
فالاحلام هنا
ليست مفروضة ولا مرفوضة
السيد هنا هو النظام والقانون
ويد الرحمة تمتد لمن يحتاج العون
هنا يكرم الوقت
يقطع ان لم يقطع
هنا إسلام بلا مسلمين
ولا عزاء هنا للطائفيين
لاخطوط حمراء ولا تيجان
فالوزير هنا يمشي أٓمنا منفردا
بلا حاشية أو أعوان
لا ناس مهمشة
ولا رؤؤس مهشمة
لا قصص حب ضاع فيها طرف
ولا أغتيال وقتل يغض عنه الطرف
لا ولا كل ذلك القرف
لا سجون أو قيود تكسر بالنقود
ولا مسروقة هنا النفوط
الحقيقة المرة واقعة
والأٓمال ضائعة
لا غرف مظلمة من غير شباك
ولا نمشي برهبة وإرتباك
لا شوارع خاليات
ولا نتحسر على ما فات
هناك هناك في بلدي
لم يعد للقانون مهابة
هناك تمكن الظلم منا
حتى غرس في أجسادنا انيابه
ونحن مللنا الجهاد بالنيابة
بين البنادق والهراوات
والقذائف المسيلة للدموع
ضاع المنادون بالحرية
ولم يعد صوتهم مسموع
الحاكم حجاج
وبيوتنا من زجاج
والباطل بحر هاج
والحق سفينة بلا ربان
تتلاعب فيها الامواج
سيكتب يا والدي الزمن
أنني .. بل أننا
لسنا جاحدين ولا آثمين
وأننا نحب الوطن
لكن أحلامنا هناك مكبلة
لا يسمح بتحقيقها الماكرون
الذين خرقوا القانون
بأسم القانون
وكتبوا دستورا مزيف
على هواهم مكيف
لا يمسه إلا المزيفون
حتى صار الزمن
يقطر دماً
ليتني أسمع
أن الحال هناك
يوماً ما سيتغير
فليكن حينها منفاي
هو وطني
هيثم الزهاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق