الجمعة، 25 أغسطس 2023

نص نثري تحت عنوان{{ﺃﺷﻌﺮ أيضا ﺑﺄﻧﻨﻲ ممرغ بالوحل}} بقلم الكاتب الليبي القدير الأستاذ{{يزيد مجيد}}


 خربشه....

ﺃﺷﻌﺮ أيضا ﺑﺄﻧﻨﻲ ممرغ بالوحل ..
ﻟﻘﺪ ﻓﻘﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ ، أضعتها في مكان ما بيني و بينك ..
ﺃﻧﺎ الرجل ﺍﻟﻀﺎﺋﻊ ..
ﺇﻧﻨﻲ مستلقي اﻵﻥ ﻛ ذئب بين أشجار الغابه ..
ﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ شيئ ...
ﺃﺷﻌﺮ ﺃحيانا ﺑﺄﻧﻲ ﻣﺠﻨﻮﻥ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ دليلا كي يثبت ﺟﻨﻮﻧﻪ ، ﻟﺴﺖ ﻣﺴﺆﻭﻻ ﻋﻦ شيئ  ..
ﻣﻬﻤﺘﻲ الوحيدة أﻥ ﺃﺳﺘﻠﻘﻲ ك ذئب طريد يعوي
ﻻ ﺷﺄﻥ ﻟﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ من حولي ، ﻭ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ أﻥ أﻋﺮﻑ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ أو الأنثروبولوجيا أﻭ عن ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺯﺭﺍﻋﺔ الطماطم
ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻥ ﺃﺗﻮﻏﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ، ﻭ ﻻ ﻳﻬﻤﻨﻲ ﺍﻥ ﺍﻋﺮﻑ ﻣﺎﻟﺬﻱ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ الباز ، ﻭ ﻻ ﻳﻬﻤﻨﻲ أﻥ أﻋﺮﻑ ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻫﻮ ﻗﻮﺭﺵ أﻡ أنه ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ ..
ﻻ أﺭﻳﺪ أﻥ أﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺘﻞ ناجي العلي
ﻭ ﻻ أﺭﻳﺪ أﻥ أتفكر ﻓﻲ أي شيئ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﻥ
ﻷﻥ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺘﺪﺣﺮﺝ ﻣﻦ سفح ﺟﺒﻞ ﻋﺎﻝ ، ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ منعها من مواصلة التدحرج ..
ﻳﺠﺐ أﻥ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺷﻌﻮﺭﻱ ﺑﺎﻷﺳﻒ تجاه ما يحيط بي من مخلوقات ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ..
ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﺧﻠﻘﻪ ، ﻭ ﻻ أعرف ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ..
ﺃﻧﺎ ﺁﺳﻒ حقا ﻟﻤﺠﻴﺌﻲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﺍﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻗﺼﺪ أن أكون فيه و لا ذنب لي في هذا الجرم الفضيع في حق نفسي ..
أنا أﻛﺘﺐ ﺍﻵﻥ ﻷﻧﻨﻲ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻀﻴﺎﻉ و عدم الإنتماء لأي شيئ ، ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪاية ﻛﻨﺖ أﻛﺘﺐ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ حب طال إنتظاره ، ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﺃﺩﺱ ﺃﻧﻔﻲ ﺑﻴﻦ ﻧﻬﺪﻳﻬﺎ حبا لا شهوة ، ﻋﻦ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ أﺳﺮﻕ ﺣﻤﺎﻻﺕ ﺻﺪﺭﻫﺎ عنوة ثم أهرب و أجعلها تلحق بي ، عن أمرأة أشد ﺷﻌﺮﻫﺎ و أصفع خصرها ﺑﻜﻞ ﺻﻔﺎﻗﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﺮﻗﺖ دفتر مذكراتي و قرأت ما فيه من حب ماجن و مجنون تجاهها ..
ﻛﻨﺖ أﺑﺤﺚ بما أكتب ﻋﻦ ﻋﻨﺎﻕ و قبلة من إمرأة أحبها في حين غفلة  أو تحت ظل شجرة قرب بيتها ، أﻭ في أي ﻣﻜﺎﻥ يشبه ﺍﻟﺠﻨﺔ
ﻛﻨﺖ أﺑﺤﺚ ﺑﺒﻼﻫﺔ و إصرار طفل في الخامسة لا يقوى على كبح جماح فضوله ، كنت أبحث إلى أن إقتحمت حياتي و جعلتني أفقد ﺫﺍﺗﻲ ..
ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺎ مني ﺍﻵﻥ ؟
ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ! ﺃﻳﻦ ﺫﻫﺒﺖ ﻣﻨﻲ؟
ﺃﻳﻦ ﺗﻔﺎﻫﺘﻲ و حبي للحياة !!
أتمنى أن أعود تافها ، لا بل أتمنى أن أدفن رأسي بين نهديك ..
ﻟﻢ ﺃﻋﺪ أﻋﺮﻓﻨﻲ ...
(كتبت يوم (22...8...2022)
يزيد مجيد..

ليست هناك تعليقات: