قصيدة :🌿شاعر من فلسطين🇵🇸🌿
▪الشاعر :أ."يونس سعدون"
بمناسبة اقتراب ذكرى وفاة احد قامات الشعر العربي
محمود درويش الموافق للتاسع من شهر أوت ٢٠٠٨
في قولي شعر يقطر بالدم،
يتصبب حزنا ، ووجومه،
يتوسد ليلا ، وهمومه،
يتكبد جرحا ، وسمومه،
وجموعه ،
يقبع حزنا يا " محمود" !
يرجف غضبا يا "درويش" !
يا شعر فؤادي الأزلي المشحون،
يا رعد كلامي القدسي المفتون،
يا هم صراعي العربي المجنون،
يا صاحب ديوان:" أوراق الزيتون"،
يا رعب عنادي النرجسي المدفون
المصلت حول بلاد الجلادين،
السجانين!
لن انتزعك من أسحاري!
لن اجردك من أشعاري !
ولا أنفاسي..!
لأنك نشيدي
ابق مكانك..
ابق مكانك..
قف كجبالي
وقفة شعبي،
لن تصدع في أرض سنوني!
فتزلزل في نار شجوني..
وتكفكف في دمع جفوني..
انفخ أبواق الثورة ، يارعب عنادي،
حرر أصفاد البسمة، يا هم صراعي،
اكتب أشواق اللهفة، ياشعر فؤادي،
انشر أنواء الحرية ، حول كلامي
كن أرضا، فلقد زالت هاتيك الأرض !
ماعادت تصمد ملء أراضي المضطهدين
إنا أضرمناها يوما لعوادينا..
وصنعناها حول التاريخ بأيدينا..
ورفعنا هامتها برجال ميادينا..
وغسلنا جبهتها بدموع مآقينا..
وبلغنا ذروتها بكروب مساعينا..
ثم انطفأت يا "درويش"،
لما صارت أرضا أخرى ،
تلعن كل المغتصبينا..
يا "درويش"
في أرض القدس،
في شعري أنت
ذاك الشارد،
الحالم ذو القدمين
الراكضتين على أرض "البروة"
كانت تركض صوبهما أهوال الغارات..!
كانت تتهدج لهما أصداء الصيحات..!
كانت تتردد لهما أنفاس الآهات..!
كانت تترنم لهما أنغام الملهاة..!
كانت تتحسر لهما أسقام المأساة..!
كانت أجواء " البروة"..
توغل في الحرب ،
تغرق في القصف..
كان الشاعر ذو الحرقة،
ذو الحلم الوردي،
ذو الصوت الثوري،
عيناه هائمتان على غيمه !
شفتاه مطبقتان على كلمه !
أذناه مذعنتان إلى حكمه !
وكانت أصوات المضطهدين
تدمدم في قلب الأرض،
تردد في صوت الرعد :
يا " درويش" ..
إن القتلة لا ينتصرون!
(سيهزم الجمع ويولون)
لا يصبح بطلا
من خان قضية شعبه
ووطنه..!
من أحرق رايته يوم كفاحه..!
من أضمر غايته فجر صباحه..!
من سد عليك دروب الحريه..!
من قبل أقدام القتله،
الكفرة الفجره..!
أبدا أبدا يا " درويش" !
لن يصبح " ألمارت" قائدا
حتى لو وضع الأصفاد بكوعيك،
والأغلال بكعبيك..!
حتى وإن وضع الأكفان بكفيك ،
ثم سلب الثورة من شفتيك..!
حتى لو أخرست كلامه..
وأدميت عضامه،
ثم أتلفت،
أحرقت،
بعثرت ركامه..!
فستبقى الأحقاد عظيمه..!
وستبقى الأشجان دفينه..!
تتخبط في مآقي شعبك..الأبي
من لقياك..
في شوق لكلام البرره..!
▪من الديوان الشعري《النبراس الضائع》
بتاريخ: ٢٣ أغسطس ٢٠٠٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق