السبت، 26 أغسطس 2023

قصيدة تحت عنوان{{عن امرأةٍ تُعيدُ القلبَ لي}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبرى}}


عن امرأةٍ تُعيدُ القلبَ لي
----------------------------------------
  فَتشتُ  في  بِلَادِي 
وفِي بِلَادِ العَالَمِ الكَبِيرة
 فَتشتُ عن شيءٍ مَا
عنِ  امرأةٍ  تَبدو  خَطِيرة
غَزوتُ نِساءً لَا تُغزى ولمْ
تُدرِكُهَا القُلوبُ  البصِيرة
غَزوتُ آلَرَجعِيَةُ والَمُتَحَرِرَة
وبنتَ  السُلطانِ  والفَقِيرة
وسَكنتُ  قُلُوبًا  لاتُسكنُ
وانهَارت  عَلَى يَدِي  ألفُ
       ألف ضَفِيرَة
  ونَقَشتُ  اسمى  عَلى 
  جُلُودٍ  لاَيُمحَى وزَرعتُ
 منَ  النِساءُ ألفَ  جَزِيرة
  وفَتحتُ  كُنوزًا  مُغْلَقَةُ 
         مُنذُ عُقودٍ
وافْتَرَشتُ الدُرَرُ المُستَدِيرَة
وجَلستُ عَلَى العَرشِ سُلْطَانًا
     لاتَستَهوِيني جَارِيَةُ
     ولاَتُغرِيني أميرة 
أُتَوِجُ هذهِ مَلِكَةُ إذا  شِئتُ 
وأعيدُ  هذهِ  إلى  الرَعية
       إذا غَضبت 
وأُجرِّدُ هذهِ من كُلَّ شيءٍ
وهذهِ إذا راقَتُ لِي أمنَحُهَا
       لَقبَ السَفِيرة
فَتشتُ فَتشتُ فِي بِلَاَدِي 
وفي بِلاَدِ العَالَمِ الكَبِيرَة
فَتشتُ عَنْ عِشقٍ يُطَهِرُنِي
    مِنْ ذُنُوبِي الكَثِيرَة
ألَّفتُ عَالَمَ الحَوَادِيتِ والجِن
     والدُمِيَةِ الشِرِيرَة
هَرِبتُ مِن مَدِينَتِي وضَجِيجُهَا
      وزَيفُ  عُشَاقِهَا 
     والجُمل المُستعَارة
حَدَّقتُ حَدقتُ  في الليلِ
 رأيتُ  تاريخي  يَرقُصُ
  رقصَة  المَوتِ  الأخيرة
ألقيتُ  نَظرَةَ ودَاعٍ  عَلَى 
     أحلاَمِي الغَفِيرَة
حَدَّقتُ حَدقتُ في المِرآةِ 
            رأيتُ
 شَابًا وكَهلًا وبَارِقَةُ أمَلٍ
     ورَوحُ مُستَجِيرة
    فَتَّشتُ  في دَفَاتِرِي  
فَلمْ تستوقفُني َكَلمَةٌ واحدة 
فَمَاذا أكتُبُ في السُّطورِ 
        الأخيرَة
 فَلا عرشُ النساءِ كانَ عَرشًا
     ولاشِعرِي كَانَ شِعرًا
    ولاَ عَيني كَانتُ بصيرة
وبَينما أمضي والنَفسُ تتهاوى
  والخُطوَةُ مُتعَبَةٌ وثَقِيلَة
إذا بِالسَمَاءِ تَهطِلُ أمطَارًا غَزِيرَة
لأوَّلِ مَرَّةٍ أسمعُ صوتَ مَطَرٍ 
كَأنَهُ لَحنٌ كَأنَهُ شَدوٌّ كَأنهُ تَرتِيل
  وابتسمَ  الليلُ بعد ماكانَ
        لَيلًا حَزِينا عَلِيلا
 ومَدَدتِ  يَدَكِ  نَحوِي كَيَدٍ 
        مُدت لِغَرِيقٍ
   مَا بينَ شَهِيقٍ وزَفير
فَمَحوتِ  تاريخي كلَّهُ يَسِيرا
   يَسِيرا كَانَ أو عَسِيرًا
كأنني العُمرُ كلُّهُ أُفتِشُ عنكِ
   في البِحارِ فِي النَبِيذِ
      في كُلَّ النِسَاءِ
 وفي  القَصَائدِ  الشَهِيرَة
 في حَوَادِيتِ  الأطفالِ في
       تَاريخِ الأوطَانِ 
في الحَقائقِ وفي كُلَ أسطُورة
 الآنَ وجدتُكِ الآنَ عانقتُكِ
 فلايهُمُني إن كانت هذهِ 
   هيَ لحظاتي الأخيرة
فأنا عِشتُ  هذا العُمرَ لأجلِ
       هذه اللحظاتِ 
  فلا حُلمًا ضاعَ قبلكِ ولا 
  أملاً ماتَ قبلكِ ولا شيءٍ
 كنتُ أبكِيهِ بدموعٍ مَريرة
فَقط أَدعُو اللهَ أَن يطُولَ العُمرُ
وأختِمُ على صَدرِكِ أنتِ هذهِ 
         هذهِ المَسِيرة
------------------------------------

حسام الدين صبرى/ديوان/

        وانتزعتكِ من صدري 

ليست هناك تعليقات: