نص نثري تحت عنوان{{متعب انا}} بقلم الكاتب المغربي القدير الأستاذ{{رشيد الموذن}}

متعب انا @

أحس أني متعب جدًا وانا أخط هذه الكلمات .

متعب حقا ولست وحدي .. في  أعلى قمة من هذا الركام ، الركام الذي خلفه الزلزال وما خلفته العاطفة من قلق .. نعم أشاهد كل شيء وأرى كيف يستطيع اولئك الذين احببتهم ان يتجردو من هذا الغبار المتراكم ولو للحظة عن الذاكرة، فكيف يستطيع كل شخص منكم اخذته المنية ليس تحت الركام وإنما تحت جناحيها وهو يحلق في سماء الحب من غير أن يقص أحد من ريش هذا الحب المكنون في نفوس من عرفكم أو التقى بكم بل حتى وان لم يلتقي  ،  حقيقة لم يكن أحد منكم رغم الظروف متسولًا لكلمة حلوة تشد من أزره ..بل كنتم دائما بعيدين عن اكبر المخاوف التي تجتاح النفوس المترعة في كل أشكال التمدن عبر أصقاع العالم  : اعترف اليوم  وأقول قولي عن ندم! حيث أرى كل شيءٍ بوضوح  وأعرف بأنكم ناضلتم حقا من أجل كل الأجناس الزائرة للمنطقة وأقمتم ثورة عاطفية ضدهم مكنتهم من ردع أنانيتهم ، فكل مابذلتموه أيها المساكين الان فقط، علمت أن الزوار كانوا يصعدون الى قمة مأساتكم اليومية  وهم إذ يفتخرون إذا وصلوا مرة إليها بنفس منقطع وجسم متهالك .

سر سعادتكم تكمن انكم لا تقارنون أنفسكم بغيركم و أعلم بقينا أن لديكم حياة و ظروف و فكر و شخصية مختلفة و نصيب و قدر خاص بكم لا يشبه غيركم و دائماً تقولون : الحمد الله ..

وشاء القدر أن تحيوا بأعيُننا ومنكم في عداد الموتى، وكل القلوب لا ترتخي عن الشعور بالأحياء اليوم تزداد تعلقا وبقوة .

معلوم جدا الموتى لا يعودون ، لن يأتي إلينا الميت لكي يمسح على قلبنا من كل هذا الحزن المفرط ، ولكن لماذا خلق الموت ؟ ليكون لزاماً على كل الشعور الانساني الحي ان لا يموت في ربيعه ، وكلنا ميتين يا أحبائي ، وليس ثمة موت أسوأ من موت المشاعر  ؟!

سيكون بعد الصبر فرحة كبيرة ، وأنتم أقوياء ستنجحون بإذن الله ..

رشيد الموذن @

المغرب @