الأربعاء، 4 أكتوبر 2023

قصيدة تحت عنوان{{لاجيءُ إلى عينَيك}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبري}}


لاجيءُ إلى عينَيك
_________________________
      أنا كُلي لَكَ
 فَلاتُبقِي  مِني شَيئاً
      بِغَيرِ احتِلاَل
      أنا كَما الطَيرُ 
  فَلا  تَترُكَني  أسبَحُ
      بينَ الظِلاَل
زيدني بِالذِي يُحييني
ويَقتُلَني زيدني سَفراً
        وارتِحَال
  إني  طَلبتُ اللجُوءَ
    إلى عَينَيكَ
بعدما  ضَاقت  مُدُني 
  وسُحقت بِصَدري 
      خيرُ الأمَال
فَابقِني عَلى شَواطِئِها
إني تَعبتُ منَ السُكنَةِ
       بينَ الجِبال 
وتَعبتُ منَ الليلِ الذي
         يَجلدُ
   ومنَ النهارُ الذي  
لاَرجاءَ فيهِ ولا احتمَال
قَضَيت  العُمرَ أُمَثلُ 
    دَورَ  المُنتَشِي  
وأنا  مهزومٌ  مقهُورٌ
   في دنيا الأهوال
  وكَم استَعرتُ مِن   
دفَاترِ الأفراحِ  المُكفَنَةِ
  قصائدَ لأنثُرُها بينَ 
        الناسِ
وكَم خَانَنِي الارتِجَال
أنا لاأُريدُ بحراً ولاأريدُ
        قصراً
ولاأريدُ شِعراً قبلي
       لَم يُقَلْ
  أريدُ  صدراً  يأويني 
 أريدُ  قَلباً  يَحمِيني
أنا لاأريدُ شيئاً منَ الخيال 
خُذني حُراً  خُذني أسيراً 
 فَأنتَ سمَائي وأنت
   السِجنُ  والأغلال
  خُذني صَيفاً خُذني
         مطراً
ورعداً  وبرقاً  خُذني
مزَاجياً  مُتقلبَ الأحوال
      ولا تسألني
  عن  عمرٍ  قد  مضي
وهبتَ لي الحياة فَكيفَ 
أذكُرُ لحظَاتِ  الاغتيَال
       أنا لاأكتفي
بكِسرةٍ من خُبزِكَ فَاهدني
       قَمحَ عَينَيكَ
         واهديني
الزَيتُونَ والغُصنَ المُحَال
   لِعَينَيكَ زَكَاةٌ واجِبَة
وإطعَامُ  الفقِيرِ  عَينُ 
         الحلال
لك في مَالم يَكُن لأحدٍ
لك الصَدرُ والضلوعُ والدمُ
  والحَاضرُ والأطلال
فَازرع في صحَرائي ورداً
  واسكُب عِطرَك على
        جسدي
  واطفىء  حَرَّ الرِمَال
اسقِني رشفةً من كَأسِك
  فَبالقليلِ منك أرتَوي
والقليلُ مِنكَ عينُ الكمَال
  زيدني  من  كُل شيءٍ 
  فأنا حبيبي بلا شيء 
      ورِفقًا  بفقيرٍ
  كَم  ضاقت  بهِ الأحوال
 إن كانَ حُبك تَوبةً زيدني
       زيدني إيمانا
وإن كانَ حُبك ذنباً فلا
     كفَارةٌ عن  شعرٍ
        فيكَ يُقال 
______________________
حسام الدين صبري
أخر ماتبقى من الشعر

معرض القاهرة للكتاب 2024 

ليست هناك تعليقات: