الجمعة، 27 أكتوبر 2023

قصيدة تحت عنوان{{فَرَشَتْ عَلَى طَاوِلَتِي}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{يونس المحمود}}


فَرَشَتْ عَلَى طَاوِلَتِي
زُهُورٌ مَاكَتَبَتْ
وَقَدَّمَتْ لِي الْوَرَقَ
تُرِيدُ مِنِي الْإِطْلَاعَ
عَلَيْهَا بِكُلِّ إِمْعَانٍ
وَأَنَا تَعِبٌ عَقْلي
أَنْهَكَنِي الْأَرَقَ
وُضِعَتْ  أَنَامِلُهَا
عَلَى بَعْضِ الْحُرُوفِ
كَيْ تُوقِظَ أَفْكَارِيَ
وَإِذَا بِرَائِحَةِ
من حُرُوفِهَا غَرَامٌ
وَعِشْقًاً عَبَقَ
رَحَلَ أَرْقِي وَعُدْتُ
نَشِيطًاً
الرُّوحُ زَفَرَتْ
وَالْقَلْبُ شَهَقٌ شَهَقَ
كَانَ شَامِخًاً بِعُلْيَائِهِ
أَوْقَعَنِي مِنْ عَلِيٍّ
وَهَامَ وَعِشْقٍ عَشَقَ
وَهَمَّ يَطْلِعُ مَاسِرُ
الْأَنَامِلِ وَالْقَلْبِ
بَيْنَ الْحُرُوفِ انْطَلَقَ
وَالنِّقَاطُ تَرَاقَصَتْ
زَاغَ بَصْرِ مِنْ حَرَكَاتِهَا
وَفِي بَحْرِ هَوَاهَا
مَرْكَّبٌ أَمْتَطَاهُ
الْفُؤَادُ وَالرُّوحُ تتسلقى
عَلَى حِبَالِ مُرْسَاهَا
خَشْيَةَ أَنْ يَقْزِفَهَا
التَّيَّارُ وَبِعُمْقِ أَعْمَاقِ
بَحْرُهَا تَغْرَقُ غَرَقَ
وَكُلُّ هَذَا تَخَيَّلَتُهُ بِثَانِيَةٍ
وَسَجَّلَتْ أَفْكَارِي
حَتَّى شَارَفَتْ
شَمْسِيّ الْغَسْقِ غسقَ
اسْتَغْلَيْتْ غِيَابَ
الشَّمْسُ خَطَفْتُ
قِبْلَةٌ مِنْ جَبِينِهَا
كَأَنَّهُ نُورٌ
مِنْ وَجْنَتَيْهَا انْبَثَقَ
خَجْلًاً وَطَأْطَأْتْ
رَئسَهَا رَفَعَتْهُ
بِيَدِي امْطَتْ
ضَرَبَاتُ قَلْبَيْنَا
صَهْوَةُ الْحَبِّ
وَانْطَلَقَ
ارْتَمَّتْ بِأَحْضَانِي
لَفَهَا لِجَامَ يَدَي
الْيُسْرَى وَلِجَامِ
الْيُمْنَى عَلَقَ
مَابَيْنِ الْعُنُقِ
وَالنَّهْدُ اعْتَلَقَ
وَاعْتَنَقَ
إِلَهُ الْحُبُّ
وَصَلَّى صَلَوَاتِهِ
الْخُمْسِ بِخُشُوعٍ
وَقَرَأَ سُورَةً
النَّاسِ وَالْفَلَقِ
وَبَعْدَهَا قُلْ
هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
وَالْحَمْدُ وَقَلْبِي
خَاشِعٌ وَيَنْهَيِ
كُلُّ صَلَاةٍ وَيَقُولُ
لَوْلَا الْحُبُّ مَاخَلَقَ
 اللَّهِ هَذَا الْكَوْنُ
وَلَنْ وَلَمْ يَخْلَقْ ألخَلقَ
الْحُبُّ بِدَايَةُ الكَون
وَنِهَايَتُهُ  إِنْ ذُهِقَ

الدكتور يونس المحمود سورية 

ليست هناك تعليقات: