السبت، 28 أكتوبر 2023

نص نثري تحت عنوان{{الشّعبَ الفِلِسطِينِي لا يُذلّ}} بقلم الكاتب الفلسطيني القدير الأستاذ{{عزالدين الهمامي}}


 


الشّعبَ الفِلِسطِينِي لا يُذلّ
***
أيَا سَائِلِي مَا بَالُ دَمْعُكَ أسْوَدُ
قُلتُ البُكَاءُ أفنَى دَمِي
فَالدّمْعُ سَوَادٌ بِالمُقلتَينِ
وَعَلى الخَدّينِ يَسِيلُ
كمَا أفنَيتُ مَاء وَجْهِي
سَائِلا مَن لَيسَ فِي وُجُوهِهِم مَاءٌ
وَكَأنّ الدُنيَا الخَصِيبَة
قَدْ أصَابَهَا وَهنٌ وَعَمّ أقطَارُنَا الجَدبُ
أيَا سَلاطِينَ أمّتِي
دَارَت رَحَى الحَربُ فِي غَزّة عَلى عَجَلٍ
وَلن يَبلغَ المَجدُ مَن لمْ يَركبِ الخَطرَ
الجُرحُ غَائِر يَسقِينَنَا مُرّ الحَيَاة الغَادِرَة
أيَا جَامِعَة أوْرَثْت شَعبَهَا وَجَعًا
وَرَحلتْ إلى رَبّهَا مُؤمِنَة رَاضِيّة
اللهُم أسْألكَ أنْ تُجزِلَ لهَا فِي الأجْرِ
 وَتَقبلَ مِنهُمُ الطاعَات
لوْ كانَ ذَنبُهُم عَابِرٌ لغَفرْنَاهُ
لكِنًّ صَمتُهُم الدّائِم مُوجِعٌ
ومَدامِعَ الأمّهَاتِ مَا كانَت يَومًا غَافِرَة
دُمُوعُ العَينِ لمّا تَحَدّرَت
تَرجَمَت عَمّا فِي الضَمَائِر عَينَاهَا
حَمّلنَنَا إِليْكُم كِتَابًا كُلهُ عَتبُ
ألا أيَا حُكامَنَا الأفَاضِل
الرّاقِصِينَ عَلى جِرَاحِ أمّتِنَا
 هَل أحَدّثكُم عَن زُهُور غَزّة
غَابَاتٌ مِن الأحْزانِ تَنبُتُ مِن دِمَاء
بِطعمِ أوَاخِر الدّمْعِ فِي حَوَاشِي العَين
 كاعتِصَارِ الغَيمَة السّودَاءِ فِي كبِدِ السّمَاء
وَشرَابُكم مَا تَبَقّى مِن نَدَى الصّمتِ المُعَتّقِ
‏كَالجَمرِ مَخزُونٌ بِجِرَاحِ غَزّة فِي جَوَانِبِكم
تَأكّدُوا الشّعبَ الفِلِسطِينِي لا يُذلّ وَلن يُكسَر
***
عزالدين الهمامي
بوكريم/تونس
28/10/2023

ليست هناك تعليقات: