قراعًا ليس في الهيجا سلامُ
...
قراعًا ليس في الهيجا سلامُ
ببيضٍ لا يرى فيها انثلامُ
وسيرا في ميادين المعالي
فبئس خليفة النصر انهزامُ
على آثار أقوامٍ تفانوا
سرى من غزةَ الليثُ الهمامُ
هوادي الخيلِ تهديهِ بليلٍ
ينارُ لوقع حافرها الظلامُ
تراها تقتفي من يرتجيهِ
كأنّ مرامَ فارسها المرامُ
وقد أرخى الخطامَ لها شمالٌ
وفي يمناهُ قد شُدَّ الحسامُ
تراهُ بالمنايا لا يبالي
كأنّ معامعَ الهيجا مدامُ
دعوهُ للوغا بغيًا وجهلًا
بأنّ القلبَ فيها مستهامُ
أعاد لحربهم ثوبًا قشيبًا
وكانَ لباسَها ثوبٌ رمامُ
شياطينُ اليهود ذُعرنَ منهُ
كما ذعرت من الليث النعامُ
ترى أعناقَهم تشوى بضربٍ
كأنّ السيف في يدهِ ضِرامُ
وطعنًا فيهِ تختضبُ العوالي
ورميًا فيه تخترقُ السهامٌ
وقد ترك الذكورَ بلا قبورٍ
ورادفُهُ القواريرُ الوِسامُ
ألمّا يعرفوا طيرَ المنايا
إذا نزل الضرابُ لنا ذمامُ
وكلُّ الضارياتِ إذا غزونا
ولمّا نُقرِها منكم حرامُ
فلا يرضى الغيورُ بلا عِراكٍ
إذا نزلت بمقدسهِ اللئامُ
...
مسموعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق