- شقائقُ النعمان -
إستيقظْ أيها الحادي
ورتِّلْ ترانيمَ العشقِ
وابدأْ القوافي بحروفِ الأبجديَّةِ
التي ضاعت في زحمةِ النسيان
وانشدْ رقصَ السماحِ على مذبحِ الآهاتِ
في زمنٍ صارَ للعنقاءِ صوتٌ
يُشبهُ في تغريدهِ الكروان
ترجّلْ أيها الحادي عنْ صهوةٍ
أرهقتْ الخيلَ ركابُها
وأرحْ منْ عناءِ السفرِ موّالاً ضائعاً
يبحثُ عن عنوان
أيقظْ النائمينَ التائهينَ
في ظُلمةِ الفكرِ المستبدِّ
وما بينَ رُهابِ الموتِ
القادمِ مع الغيلان
إجعلْ صوتَكَ يشقُّ عنانَ السماءِ
يطوي الأرضَ ويطوفُ كلَّ بحارِ العالمِ
يبحثُ عنْ كلمةٍ لا يوجدُ فيها
إلّا الأحرفَ العربيةِ مرصَّعةً كالتيجان
أفق أيها الحادي
لقدْ سرقوا رملَ الصحراءِ وصارَ سراباً
وجمعوا التاريخَ العربيّ
ووضعوهُ في زجاجاتِ خمرٍ
وقالوا هذا بهتان
جعلوا منّا عبيداً وخدماً
وحكّاماً كالدُمى بالت على عروشهمْ غربان
مَن يسقي العطشى مِن ماءِ زمزمٍ
مَن يهدي المارّونَ مِنَ الأقصى
سجّادةً عربيةً عليها قلائدَ غزّاويّة
مَن يريحَ الحادي من موّالٍ ضاعَ
ولم يزلْ يبحثُ عن أنشودةٍ
يبكي بها الشامَ شامُ الياسمينَ
والنانرج والبيلسان
غزةُ عصيّةُ الدمع والدمُ أغرقها
فثملتْ حتى صارتْ شقائقَ النعمان
وجابَ الحزنُ شوارعها فما انكسرتْ
والقدسُ أعرفها وصلاح الدين أسكنها
لا ترحلْ أيها الحادي
وغنّي للقدس ولغزة والشام
هذه أرضُ كنعان.
صفوح صادق-فلسطين
١١-١٠-٢٠٢٣.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق