أنا لم أذكر شيئاً
»»»»»»»»»»««««««««
أنا لَم أذكُرُ منَ الأشياءِ شَيئاً
ولَم أذكُر منَ الأيامِ يومًا
ملئتَ ذاكرتي أحزانُ وأوهامُ
وضياعُ وكَذِبٍ
فكيفَ اليوم أذكُركَ لَم تُبقِ
لِي ذكراً
لَم تعُد شمسا في نهَاري لَم تعُد
في لَيلي وِردا
فإن كُنت تُراهنُ على قلبي
كمَا كُنتُ دوماً
ماترجوهُ من ذبيحٍ غير أشلاءٍ
لاتعرفُ لِمُبعثرِها درباً
أنا المقتُولُ فيكَ عشقا
لايعنيني أنتَ الآن ميتٌ
أم أنت حيّ
أنا المُسافرُ فيكَ عُمراً
اليوم عُدتُ إجباراً و قهراً
إن سُئلت يوماً عني
قُل شيعتهُ حياً ولم أحفظُ
لهُ عهداً
وإن قالوا ماجُرمُه قُل لاشيء
غير أنهُ كانَ يُحبُني جداً
أنا لَم أذكُرُ من الأشعارِ حرفاً
ولَم أذكُر منَ القصةِ سطراً
ملئت صفحاتي بُكاءُ ووفاءُ
وانتماءُ وصبرٍ
كنتُ منكَ أنسُج أبياتاً لِأهدي
العالم شِعراً
ولَم تعُد بدفَاتري ساكنُ
نزعتُكَ من بينِ الحروفِ
وأعلنتُها جهراً
طَالما نبذُ العهدِ في شريعتُكَ
هوَ الحلالُ
فانتزاعُكَ من أضلُعي ليسَ
ليس ذنباً
فإن كُنت تُكذبُني ولَم تُصدق
لي قَولاً
ابحث عنكَ بداخلي فلن تجدَ
لكَ نَبضاً
سأجمعُ بقايا أيامي وأحلامي
وأبني ألف قصرٍ
وأحلقُ كما أشاءُ فأنا
لازلتُ طيراً
لَم يقتُلني الجُرح بعد
بلْ زادني عزماً
لن أمضي في ظلام اليأسِ
لا تنس أنَني صُبحُ وفجرُ
أنا السكران بأوهامٍ كأسٍ
بعدَ كأسٍ
وأنا المُغتربُ في بلادِ عينَيك
أزدادُ ارتحالاً وسفراً
الآن حانَ الرجوع أصبحَ
لي وطنُ
وبراحُ غيرُ يديكَ أسبحَ
فيهِ حُراً
فابكِيني مَاشِئت إن بقيّ
لكَ دمعًا
وانعِ الحُلم الذي ماتَ
على يديكَ غدراً
واجمع جُثث المُنى
وصلَّي خلفُها جمعاً وقصراً
وامكُث بينَ أطلالي نادماً
وقُل كانَ لي حُباً
إن أحييت شيئاً من الأماني
أو منَ الظلامِ عُدتَ بِشمسٍ
ربما يشفعُ الندم والبُكاءِ
وألتمسُ لكَ عُذراً
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
حسام الدين صبري
امرأة تعيش بين أحزاني
معرض القاهره 2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق